الهاتف الذكي - فخ للأشعة

الهواتف الذكية تسهل العديد من المهام إلى حد كبير. منها: التحقق من البريد الإلكتروني، تمهيد الطريق، طلب البيتزا. إكتشف علماء الفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا مؤخرا أن هذه االأجهزة التي إعتدنا على إستخدامها يومياُ قادرة على الكشف عن مصدر قوي للطاقة - و هي الأشعة الكونية التي تدخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض.

تم إكتشاف الأشعة الكونية ذات الطاقة العالية قبل عدة عقود، ولكننا مازلنا لا نعرف عنها إلا القليل، لأن لخلق كاشف هذه الأشعة يتطلب الكثير من المال والجهد.

في آخر التقارير الصادرة عن الباحثين إقترحوا استخدام الآلاف من الهواتف الذكية لإنشاء كاشف ضخم للأشعة الكونية، مع عناصر موجودة في بلدان مختلفة حول العالم. للقيام بذلك، يجب تنزيل تطبيق خاص على الهاتف الذكي. عند إكتشاف الأشعة الكونية، سينقل الجهاز البيانات للباحثين، الذي سيحصلون على مادة إضافية لدراسة مصدرالطاقة الجديد بالتفصيل.

سمي المشروع CRAYFIS - الأشعة الكونية المكتشفة بإستخدام الهواتف الذكية. إذا شاركت بالمشروع وقمت بالتسجيل على موقعه الإلكتروني، سيظهر إسمك كصاحب الهاتف الذكي في التقارير الجديدة عن نتائج البحث في قائمة المشتركين.

الباحثون ليسوا بحاجة إلى البحث عن أجهزة كمبيوتر جديدة، سيتم تناول المهام الصغيرة في المشاريع الكبيرة على مستوى المتطوعين. أول مشروع تم أنشاؤه في مثل هذه الظروف، كان برنامج البحث عن الأعداد الأولية الإستثنائية «Mersenne prime».وقد تم إطلاق المشروع في عام 1996.

ذروة إجراء الأبحاث عن طريق تلقي البيانات من المتطوعين حصلت في الأعوام الأولى من هذا القرن. هذا الأسلوب يؤهل العلماء إستخدام قدرات الكمبيوتر بصفتها مساوية لشبكة الكمبيوترات التي تديرها شركة كبيرة وغنية. بسبب النهج الموصوف أعلاه، يساهم الناس العاديين في تطوير فروع العلم المختلفة ، إبتداءً من الرياضيات وعلم الأحياء الجزيئي إنتهاءً بالبحث عن

الحياة على الكواكب الأخرى.

مشروع CRAYFIS يستند على حقيقة أن الهاتف الذكي بنفسه ليس مجرد جهاز كمبيوتر صغير، بل هو أيضاً وسيلة مجهزة بعدّة أجهزة للإستشعار. في هذه الحالة تساعد أجهزة الإستشعار في الكشف عن الأشعة الكونية. إذا بقي نظام جمع البيانات بمساعدة المتطوعين موجوداً، فإن إمكانيات العلم ستصبح غير محدودة.