من Microsoft إلى شركة ناشئة
Tobias Schwarz/Reuters
الصفحة الرئيسية التقنيات, مايكروسوفت

الناس يسعون دائما للحرية. ولكن كل شخص له رأيه الخاص عن ماهي الحرية. الحرية بالنسبة للبعض هي العائلة والرخاء المادي ووظيفة رسمية عالية. والحرية للبعض الآخر هي فرصة لفعل شيء يعجبهم بالرغم من وجود عقبات. تتمتع الآن أنواع مختلفة من الداونشافتينغ بشعبية كبيرة و هو التخلي عن المال والوظيفة والإنتقال إلى مسار مجهول لكي تستقل عن الجميع.

موظف Microsoft آدم هرستشر لا يعتبر نفسه داونشفتراً ولكن في مرحلة ما بالرغم من أنه كان يكسب الكثير من المال في الشركة العملاقة أراد فجأة أن يفعل شيئاً مختلفاً شيئاً من شأنه أن يعطيه الشعور بالحرية والانسجام مع نفسه. أدناه قصة تخلي آدم هرستشرعن العمل في Microsoft.

الأربعاء، الساعة التاسعة صباحاً. أخذت نفساً عميقاً ودخلت مكتب مديري وطلبت دقيقةً من وقته.

- بالمختصر المفيد قد فكرت في ذلك وكيف أقول ذلك ... أريد أن أخذ إجازة صغيرة ... أحم ... وأريد أن أستقيل. (نفس عميق)

- ماذا؟! ستنقل للعمل في ؟!

- لا، لا... أحتاج فقط إلى القليل من الوقت لترسيخ أفكاري ولأذهب إلى مكان ما وأعرف ما سأفعل بعد ذلك في الحياة.

- أوه ... حسنا. من الصعب أن أجادلك. ربما يجب عليك فقط أخذ إجازة طويلة؟ وهل أنت متأكد أنك لا تريد الإنتظار حتى سبتمبر؟

- من أجل المال؟

- حسنا، نعم. (وقفة قصيرة) أو أن قرارك لا يدورحول المال؟

- لا ... الأمر ليس في المال.

آه نعم، المال ...

عندما قلت لزملائي بأنني أغادر كانت الإستجابة الأكثر شيوعاً هو ما يمكن وصفه بمزيج من الإعجاب والتسائل:

«هل أنت مجنون؟ تريد المغادرة دون تلقي الراتب؟ لم أستطع فعل ذلك لو كنت مكانك ».

وكان رد فعل البعض الآخرين أكثر حدة. على سبيل المثال عندما كنت أتمشى مع صديق مقرب لي والذي لا يزال يعمل في شركة Microsoft خلال مسيرتنا الطويلة الأخيرة عندما كنا نتحدث عن الحياة إعترف: «إنني حقاً أحب هذا المال الملعون».

عندما أتذكر الوقت الذي قضيته في Microsoft بالكاد يمكنني تحديد اللحظة عندما ذُكر المال في المحادثات. في البداية لم ألتقي بكلمات مثل «الدخل» و «الراتب »و «الدفع».

قبل 9 سنوات عند تخرجي من الجامعة كان راتبي يبلغ 75 آلف دولار سنوياً و هذا ب 10-15 آلفاً أعلى من متوسط ​​الراتب لإختصاصي علوم الكمبيوتر في ذلك الوقت. وقد أسعدني الطريق المفتوح أمامي. وقبلت العرض فوراً دون المساومة.

ثم بدأت الأشياء تتغير تدريجياً.

تم ترفيعي كل عام ونصف وغالباً كان ذلك مصحوباً بنوع من «إعادة التوظيف» وهوعبارة عن إجتماع وجها لوجه مع الإدارة العليا وكلمات طيبة وداعمة من قبلهم بالإضافة إلى مكافآت الإلتحاق في برنامج الموظفين «ذات الإمكانات العالية»...

في لحظة ما في منتصف الطريق بدأنا ندعي الراتب ب «الأصفاد الذهبية» كنّا نقصد بذلك أننا مسبقاً كنا نعمل ليس من أجل المال.

إستمرهذا لمدة 9 سنوات حتى بلغ راتبي السنوي قبل تركي مايكروسوفت 254895 دولارا.

سأقول ببساطة: لإبن المهاجرين الذي نشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة في وفرة ولكن ليس في إزدهار ويبدو أن هذا الرقم ببساطة غير لائق وفي نفس الوقت كان هناك شعور:

"نعم. لقد حققت هذا."

وكانت السخرية في أنه حين كان راتبي ينموكان المعنى لذي رأيته في العمل يختفي تدريجياً.

على الرغم من أنني حصلت على ما كنت أقدره كثيراً في بداية حياتي المهنية كانت أهداف الحياة الأخرى تتراجع أكثر وأكثر.

أردت أن أفعل شيئاً جديداً ،أن أغير العالم.

قد يبدو ذلك بديهياً ولكن الرغبة في تغيير العالم كانت في البداية هي الشيء الذي دفعني إلى Microsoft.

ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر الفرق الحقيقي بين خلق شيء جديد في فريق من مئات إن لم يكن الآلاف من الناس في الشركات الكبيرة وخلق شيء جديد عندما تصرف قوتك الشخصية وروحك لتشغيل الأعمال التجارية الخاصة بك وتكسب ثقة أول العملاء والموظفين والمستثمرين أو الشركاء. قبل الوصول إلى مايكروسوفت كان لي فرصة للتعلم قليلاً عن العمل في شركة ناشئة وأدركت أنني أعاني من نقص شديد في الإنطباعات الفريدة و الصعوبات والتطور السريع التي تصحب هذه الشركات.

قم بخلق مصيرك على الرغم من العقبات والقيود.

لقد بدأت مع توقعات عالية جداً ومع الإستعداد للإستثمار في الأعمال التجارية.

في سياق حياتي المهنية كانت هناك عدة مرات عندما سمح لي الحظ للعمل مع أخاص مذهلين على مشاريع ثورية. في كثير من الأحيان نرى أن إمكانياتهم مقيدة بطريقة ما من قبل القوات الداخلية و هو غالباً خلل في نظام الشركات أو إعادة التنظيم الذي لا نهاية له. وبعد أن قضيت 9 سنوات في هذا النظام وكنت على إستعداد كامل لبذل جهود مضاعفة لخلق شيء جديد دون خطر ينبع من إعادة التنظيم والقيود المصطنعة الأخرى التي تفسد كل شيء دائماً.

إذا كان هناك أحد يريد توظيفي الآن هو الوقت المناسب (مصدوما).

كان الخطر والخوف الأكبر للمهندسين الذين التقيت بهم في الشركات الكبيرة هو«الإلغاء نتيجة إعادة التنظيم».

عندما يحدث هذا لا يوجدهناك نقطة محورية كما لا توجد عبارة «دعونا نغير بعض العناصر ونحاول مرة أخرى» بل ليس هناك سوى شكلية «شكرا لعملك وهنا مشروعك المقبل، ونأمل أن يسير كل شيء في المرة القادمة على ما يرام».

هناك مخاطر الشركات الناشئة وهناك مخاطر الشركات الكبيرة. الأولى يمكن القضاء عليها بإستخدام الأدوات التي يمكنك التحكم بها والآخرى لا يمكنك الفعل بها أي شيء.

قم بتهيئة مكان عمل لطيف للغاية

أولاً عليك أن تحيط نفسك بفريق رائع من الناس الذين سترغب العمل معهم كل يوم وأنا ممتن أنني إلتقيت بالعديد من الأشخاص الرائعين في Microsoft.

تتضمن هذه القاعدة تحديد الأهداف وتحديد القيم الأساسية والمبادئ التي تؤمن بها وإنشاء نظام من شأنه أن يسمح لها بالتحقق والإزدهار وهذا ما كنت أحياناً أفتقر إليه في Microsoft.

تم إزالة الصفحة النظامية «المهام والقيم» من موقع Microsoft وحتى بين نتائج البحث على شبكة الإنترنت يمكنك العثور على بقاياها فقط.

حتى قبل ظهور الإستعداد لسحب الزناد كان لدي لمحة عن الفكرة الأولية. أصبحت هذه الفكرة بعد ولادتها نوع من البعثة ولم أستطع التخلص منها.

لذلك قررت أن أتبعها.

من الأصفاد الذهبية لوقود الشركة الناشئة

أنا لا أعرف أي شخص حقا شهد وضعاً يشبه وضع جيري ماغواير (بطل فيلم بنفس الإسم إخراج كاميرون كرو، الذي قرر فتح شركته الخاصة بعد أن أقيل لإنتقاده سلطات الشركة). لم يحصل ذلك معي بالتأكيد.

لا. لم يكن لدربي أن يماثل هذا.

في قصتي القرار بالإنسحاب من العمل الذي كان في نواح كثيرة موثوق وذو مدفوع عالي للغاية حدث في 3 مراحل. بدأت المرحلة الأولى ب2-3 سنوات قبل تحدثي عن هذا القرارعندما بدأت لأول مرة الملاحظة والشعور أن هناك شيء ناقص في عملي وحياتي.

كنت لا أزال لا أفهم تماماً ما هو الشيء الذي أحتاج إليه لكي أشعرمرة أخرى بكمال الحياة ولكن بدأت أشك في أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق إحداث نقلة كبيرة وترك حياة الشركات المريحة.

لذلك دون معرفة ما أريد القيام به بالضبط بعد ذلك بدأت بتجميع المال. نظرت إلى التكاليف وحددت هدفاً بتجميع ما يكفي من المال دون حساب مساهمات إحتياطي المعاشات ليوم ممطرللعيش بشكل مريح من دون راتب لمدة سنتين على الأقل.

وكل هذه الفترة بقيت مركزاً بشكل كامل على عملي في إنشاء المنتجات في شركة Microsoft و كنت أعمل في كثير من الأحيان 10-12 ساعة يومياً وأحاول أن أتعلم أكبر قدر ممكن من الأشياء المختلفة التي قد تكون مفيدة للحياة خارج الشركة.

«هل مازلت مشحوناً؟»

وبدأت المرحلة الثانية ب2-3 أشهر قبل إعلاني عن ترك الشركة و قد عانى فريقنا الجديد لأنظمة إعادة التشغيل من ضربة أخرى لإعادة التنظيم وبدأت تظهر دلائل على أن المنتج الجديد الذي كنت أعمل على خلقه لمدة عام تقريباً سيتم رميه في سلة المهملات.

بما أنني كنت مديراً فقد علموني في Microsoft التعرف على الشروط والظروف التي يقرر الموظفين أثناءها ترك عملهم وغالباً ما تختصر هذه الشروط و الظروف إلى مزيج من الفائدة المنخفضة والإرتياح المنخفض (في كتاب أدريان جوستيك وتشيسترإلتون «مبدأ الجزرة» هناك قائمة ممتازة من هذه المؤشرات).

أدركت أن إهتمامي لعملي يتناقص بسرعة.

وهنا في أحدالأيام الماطرة المعتادة في سياتل ملفوفا في بطانيتي في المنزل فكرت قليلاً عن العمل والحياة، وفي النهاية كتبت الأسباب التي أهلتني بالبقاء في عملي لفترة طويلة

8 يناير 2014

  1. إمكانية رؤية إنشاء منتج جديد الذي سوف يترك تأثير مذهل (تم إلغاؤه)؛
  2. الأشخاص الأذكياء الذين أحب أن أعمل معهم كل يوم؛
  3. مدير ذكي وموهوب الذي يحد من الهراء والسياسة ولا يحملني بالعمل الإضافي؛
  4. علاقات جيدة مع المديرين والموظفين والزملاء؛
  5. المال في البنك الذي سوف يسمح لي بتمويل مشروعي في المستقبل ؛
  6. من الرائع أن تشعر بأن تحظى بتقدير لك .على ما تفعله

بعد تجميع هذه القائمة قررت عدم مغادرة السفينة. حتى الآن.

و كنت ممتن لحقيقة أن كان لي وظيفة توفر لي كل هذا. وكانت الروح المعنوية في الفريق منخفضة. كنت أحرك الفريق. حصلت على الترقية منذ فترة وجيزة. كانت التحديات الجديدة تنتظرنا في المستقبل. وبدا أن الآن ليس الوقت المناسب للذهاب. لم أكن أعتقد أنني مستعد إلى ذلك.

في الأشهر القليلة المقبلة كان الناس من حولي يريدون التأكد من أنني مهتم بالمشروع القادم. لقد قلت ذلك لنفسي وبعد ذلك لهم.

نقطة التحول

اليوم عندما قررت في النهاية ترك حياة الشركات ورفض مدفوعات Microsoft كان هذا في يوم الاثنين 17 مارس.

إستقرالوضع في العمل. أخذت أول عطلة تعويضية لي مدتها أربعة أيام ليس لأي رحلة بل لقضاء اليوم قبل الأخير مع أحد الأصدقاء الذي قد بدأت للتو شركة ناشئة في فريمونت في سياتل.

كان يسخر مني مازحاً: «فقط إستقيل! » وأجبته على الفور: «إنني ليست جاهزا بعد».

وفي وقت لاحق من ذلك المساء عندما كنت جالساً على الأريكة فعلت شيئاً لا يجب القيام به لأحد بينما يكون في عطلة من حياة الشركات: فتحت البريد الإلكتروني العملي على جهاز الiPad.

وعندما بدأت بتقليب المئات من الرسائل الجديدة وإستمرت كلها بالتدفق بدأت الأفكار الاستفزازية تدور في رأسي. ولم أتمكن من التخلص منها:

«هذا لا يغير العالم. إذا واصلت في إرسال هذه الرسائل ربما لن أقدر على التوقف ».

أخذت هذه الأفكار تدريجيا حيازة ذهني.

من وجهة نظر المشروع كانت تلك أفضل لحظة. من جهة النظر الشخصية كان الوقت ناجحا جداً أيضاً.

إذا كنت لاأزال لم أكن «جاهزاً» لتحقيق الإختراق فقد حان الوقت لقبول مصيري والتخلي عن أي طموحات كبيرة. لم يكن هناك شيء يتوجب «إنتظاره».

لذلك يوم الأربعاء في الساعة 9 صباحا جئت إلى المكتب وقمت بذلك الإختراق.

ولم أنظر إلى الوراء حتى الآن.

قد مضى 6 شهور منذ خروجي من Microsoft و3 أشهر منذ الإندماج مع رجل آخر لفتح الشركة التجارية الخاصة بنا و بدء التحدث مع العملاء وخلق ول منتج لدينا في نفس الوقت.

الحياة أثناء نشأة الشركة توافق توقعاتي بل وتتجاوزها.

أشعر بالإمتنان لجميع الأصدقاء والزملاء من شركة Microsoft الذين أعطوني الفرصة للنمو والتعلم وكذلك للشركة نفسها للموارد والفرص التي قدمتها لي أيضاً. لا يمكن المبالغة بتقدير هذه الفرص.

وفي الوقت نفسه أعرف أن العالم مليء بالأشخاص الرائعين الذين يريدون خلق شيء خاص بهم وتغيير العالم ولكنهم لم يجدوا الجرأة أو الوقت للقيام بذلك حتى الآن.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق