الحنين سيقضي على صناعة سيارات
الصفحة الرئيسية التقنيات

ماذا تعني العواطف والانفعالات في صناعة سيارات؟ ولماذا يسعى مقتنيو السيارات من الدرجة الممتازة الحصول على هذه الأحاسيس أكثر من الحصول على الجودة العالية؟

تقليدياً كانت كلمة "العواطف" في صناعة سيارات تعتبر مشروعاً محفوفاً بالخطر ومرتبطا بتحسين المواصفات الحركية أي المحرك الصاخب أو ضبط نظام التعليق الذي لا ينجح فيه إلا سائق ماهر وخبير.

بيد أن تطور التكنولوجيا وتحسين التشريعات والدعاوى القضائية قد أجبرت المنتجين على الامتناع عن القرارات المعتادة. ففي ظروف المجتمع الواعي أصبح ربط علاقات عاطفية مع المستهلكين صعباً مثلما كان صعباً التفوق الفني سابقاً.

نوع Jaguar الذي يتمتع بتاريخ ممتع يناضل الآن من أجل بقائه وذلك لأن سيارة الصالون الرياضية الحديثة XE قد وقعت في تنافس كبير ومعقد حيث تتفوق نماذج التسلسل الثالث لسيارات BMW.

ولو أن Jaguar الحديث يستطيع أن يفتخر بجسد مكون من الألومنيوم بشكل كامل تقريبا ونظام تعليق متكيف ومظهر أنيق يبدو أن المشترين لا يفهمون هذا ولا يقدرون هذه المباهج التكنولوجية. ففي عصر التطور السريع لتكنولوجيا السيارات لا يكفي لـ Jaguar مجرد تصنيع نموذج جيد بل وحتى ممتاز لينافس التسلسل الثالث ناهيك عن التنافس من أجل المرتبة الأولى مع ثلاثة منتجي السيارات الفاخرة مثل Mercedes و BMW و Audi.

Lexus يريد المزيد من الانفعالات

إن سيطرة المنتجين الثلاثة الكبار للسيارات من الدرجة الأولى على السوق العالمية قوية جداً لدرجة أنه حتى Lexus قد امتنع عن أية محاولات لمزاحمة العربات الألمانية. وقد اعترف رئيس الفرع الأوروبي لـ Lexus آلان أويتينهوفن أن مزاحمة الأنواع الثلاثة القدوة في قطاع المبيعات العالمية محال، وأضاف أن Lexus سيكتفي بالتمتع بالدرجة الرابعة.

كما وأضاف أوينتينهوفن أنه قد حان أوان لإضافة الانفعالات إلى التكنولوجية عالية الكيفية والخدمات الممتازة وتوفير البيئة النقية.

يعتبر كثيرون أن Jaguar قادر على تقديم انفعالات لكن أحدث نموذج XE لا يتمتع بالنمط العدواني أكثر من Lexus IS المنافس الأخير للتسلسل الثالث لـ BMW. ما يخص القدرة فالفرق بين هذين النموذجين سيكون قليلاً على الأغلب بالنسبة لمعظم السائقين باستثناء المتشددين منهم ولكن هؤلاء عددهم يقل.

من الذي بقي في الماضي؟

وهكذا تبقى الورقة الرابحة الوحيدة لمنتجي سيارات الدرجة العالية هي ماضيهم. فمنتجو أنواع السيارات التي تنتمي إلى "الثلاثة الكبارة" باستطاعتهم الاستشهاد بأية مرحلة من حياة سياراتهم الطويلة إذ أنها كانت دوماً عالية الجودة، إذاً فالتاريخ لصالحهم.

من جهة أخرى فإن الأنواع مثل Jaguar و Cadillac و Alfa-Romeo التي فقدت فتنتها في مرحلة تاريخية ما انغمرت الآن في محاولات الربط بين حاضرها الخافت وماضيها الساطع.

في هذا الوضع اليائس تولد أفكار جديدة. فمنذ فترة وجيزة فتح Jaguar ورشة Heritage Workshop حيث سيتم تجميع السيارات الرياضية الخاصة للسباق على أساس النماذج الكلاسيكية E-Type وبسعر يزيد عن مليون دولار على كل وحدة.

كما أن شركة Jaguar منذ فترة قد بدأت تقدم نزهات على شكل قيادة السيارات من أشهر وأحدث النماذج في مجموعتها الخاصة. وهذا لأن ممثلو الشركة يأملون على أن كل من أعجب بركوب سيارات تلك المرحلة أي حين كان "للعواطف" دور كبير سيعجبون بهذا النوع من السيارات قبل أن يقارنوا بين XE الحديث مع المنافسين.

إن فكرة "التراث بمثابة خدمة" يفتح إمكانيات هائلة للمنتجين من القطاع المتميز ولكنها مع ذلك تدل على مدى انغمارهم في الماضي. فمنتجو سيارات مهتمون بالربح المقبوض سابقاً من البيع لممثلي جيل "الازدهار الاقتصادي" لدرجة أنهم لا يلحظون كيف يتغير الجمهور.

من الجائز أن هذا الواقع ستصوره أفضل من غيره الكلمة التي ألقاها بيرني إكلستاون، فقد صرح مؤسس "الفورمولا 1" أن سباق السيارات لا يحتاج إلى استقطاب المعجبين الشباب لأنهم لا يملكون المال الكافي لشراء المنتجات التي يعلن عنها ممولو السباق. وهو محق فالشباب في الخامسة عشرة لا يشترون ساعات Rolex ولكن في يوم من الأيام سيصبح هؤلاء الشباب كهولاً.

آن الأوان للتفكير بالمستقبل

سيضطر منتجو السيارات أن يتعلموا معالجة القضايا الأكثر عمقاً من مجرد الحصول على أرباح قصيرة الأمد. تذكروا مدى تحمس الجمهور من Tesla التي هي من الظاهر ليست إلا نتيجة إدراك الشركة أفضلية الأهداف ذات مستقبل بعيد من الربح الحالي السريع. يتمتع اللاعبون المترسخون في سوق السيارات بـ10-20 سنة في المستقبل ليربحوا الأموال على حساب جيل "الازدهار الاقتصادي"، وإن نهاية "الحمى الذهبية" قريبة جداً.

إن أجيال الشباب التي نشأت في العالم المصلح من قبل الثورة الإعلامية يريدون أن يروا ثورة مماثلة في مجال المواصلات. وإن الاستخدام الصحيح للتراث المثير للانفعالات قد يؤدي إلى جذب المشترين الحاليين من نوع متميز إلى نوع متميز آخر، ولكن هيهات أن يساعد هذا المنتجين على جذب ممثلي الأجيال الجديدة الذين يبحثون عن نموذج جديد لامتلاك سيارة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق