التسويق يخنق العلم
الصفحة الرئيسية التقنيات

تحذير إيلون ماسك حول الذكاء الإصطناعي هو بلا فائدة تذكر. بينما ننتظر قصة مفصلة في بلوق ماسك عن "تهديد الوجود" الذي ينبع من الذكاء الإصطناعي قد يكون من المفيد أن نتذكر تحذيراته السابقة حول هذا ونأخذ بعين الإعتبار العاملين التاليين:

  • وضع البحوث في مجال الذكاء الإصطناعي.
  • المهارات الإستثنائية لمؤسس Tesla في مجال الترويج الذاتي.

يدعي ماسك أن خوفه من إستيلاء الآلات على العالم مبني على أساس معرفة عمل شركات مثل DeepMind البريطانية، والتي كان مستثمر بها حتى يناير الماضي، عندما إشترتها Google مقابل 400 مليون دولار. أعلنت DeepMind في أواخر الشهر الماضي عن إنجاز إعتبرته الشركة و المعلقون الآخرون تقدماً كبيراً.

وكان ذلك التقدم هو إضافة ناجحة للذاكرة الخارجية إلى الشبكة العصبية، أي خلق ما يشبه ذاكرة الإنسان قصيرة الأجل التي يمكن أن تعمل مع التقليد الرقمي للإتصالات العصبية. وهذا تفسير الإنجاز من قبل مجلة Technology Review:

«هذا يسمح للشبكات العصبية تخزين المتغيرات في الذاكرة والعودة لها لإستخدامها في الحساب. هذا مماثل لإضافة جهاز الكمبيوترالعادي أرقام 3 و 4 إلى السجل، ومن ثم جمعهم للحصول على7. الفرق في أن الشبكة العصبية يمكنها تخزين مجموعات أكثر تعقيداً من المتغيرات التي ستكون على سبيل المثال كلمة «ماري ».

في يوم من الأيام ستستطيع آلة تيورنغ العصبية لشركةDeepMind فهم جمل مثل «تحدثت ماري مع جون»، أو حتى تكوين جملة من البيانات التي تتلقاها من الذاكرة. ربما يظن أحدكم أن أجهزة الكمبيوتر تستطيع القيام بذلك الآن، ولكن يمكننا أن نعترف بالنهج المبتكر لDeepMind: تقوم الشركة بالخطوات الأولى لتقليد العقل البشري ».

ومع ذلك، وفقاً لماسك ستستولي مثل هذه الآلات على العالم بعد 5-10 سنوات.

الذكاء الإصطناعي الرهيب

هناك فجوة واضحة بين ما يمكن للذكاء الإصطناعي فعله، و تنبؤات ماسك المريعة. الأجهزة الحالية ذات الذكاء الإصطناعي أقل شأناً من عقل حتى الأطفال الصغار. في العام الماضي عندما إختبر العلماء في جامعة إلينوي أفضل التكنولوجيا المتاحة لتحديد معدل ذكاءها أظهرت أحد الآلات معدل ذكاء طفل عمره أربع سنوات و ذلك فقط لأنها حصلت على درجات عالية في مهام المفردات وتحديد أوجه التشابه وقد تعودنا رؤية هذه الصفات في أنظمة البحث. هذه ليست المهارات التي تجعل الناس أكثر ذكاء من أجهزة الكمبيوتر، هذه هي المهارات التي نفقدها سريعاً لأننا ننقلها إلى أجهزة الكمبيوتر.

في مارس قام ماسك وغيره من عمالقة التكنولوجيا بالإستثمار في شركة ناشئة آخرى لتطوير الذكاء الإصطناعي Vicarious FPC. هدفها هو إعادة إنشاء القشرة المخية الحديثة، وهي جزء من الدماغ مسؤول عن الرؤية، والتنسيق، وفهم اللغة والقدرة الرياضية. النظام المنشوء لا يزال قادراً على تمييز سلسلة من رموز CAPTCHA فقط، التي تستخدم لتقييد وصول الروبوتات إلى المواقع.

العلماء والمسوقون

سمى يان ليكون أحد كبار الخبراء في العالم في الذكاء الإصطناعي (يعمل حاليا في Facebook)‎ في بلوقه التقارير على هذا الإنجاز «أسوأ مبالغة فيما يتعلق بالذكاء الإصطناعي»، معتبرا أن «الضجيج قتل الذكاء الإصطناعي أربعة مرات على مدى السنوات ال 50 الماضية». ومع ذلك ليكون عالم. أما ماسك من أكبر خبراء التسويق المتميزين.

تذكروا فكرته المتميزة عن وسيطة النقل الجديدة Hyperloop، التي أصبحت معروفة في أغسطس عام 2013. بدا آنذاك أنه غداً سوف يقدر الناس على التحرك بين المدن بالقطارات فائقة السرعة التي تعمل على الطاقة الشمسية. على الرغم من أنها قد لا تتحقق، هذا الضجيج أنشأ علاقة قوية بين ماسك وتكنولوجيات النقل المتقدمة في أذهان الناس. وهذا مفيد لمبيعات السيارات المستقبلية باهظة الثمن، وخاصة إذا كانت شركة تقليدية مثل Toyota تمتلك التقنيات الواعدة في هذا المجال.

أو لنتذكر إعلان ماسك عن رغبته في الموت على سطح المريخ: هذه دفعة لشركته في مجال بناء صواريخ SpaceX، والتي تتطلب العقود الحكومية والإعانات للمحافظة على أرباحها.

ماسك ليس له مثيل في القدرة على إثارة الضجة وشركة Vicarious تتطلب تمويلاً إضافياً بإستمرار. أكبر إستثمار حجمه 12 مليون دولار في وقت سابق من هذا الشهر قامت به شركة ABB السويسرية للهندسة الكهربائية.

يمكن لVicarious تحقيق نتائج جيدة في الإعتراف على الأشياء المادية يوماً ما، ولكن من الصعب أن نتصور أن نظامهم في عام 2019 سيقول لراكب الدراجة النارية «أعطيني ملابسك وحذائك ودراجتك النارية».

إنه من الأسهل بكثير أن نتخيل هذه الشركة مكلفة ومرغوب بها للبيع، والتي سوف تكون في الطلب من قبل المستثمرين حتى أكثر من DeepMind.

هذا هو السبب في أن الإعجاب بمواهب ماسك كمسوق أقوى من أي خوف من أن الذكاء الإصطناعي سيجردك من وظيفتك.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق