لماذا Netflix أفضل من BBC؟
Mike Blake/Reuters
الصفحة الرئيسية التقنيات

تدفع ما يقارب 36 مليون أسرة طوعاً حوالي 8 دولارات شهرياً في الولايات المتحدة للحصول على خدمة فيديو Netflix. إذا أضفنا إليهم المشتركين من بلدان أخرى ومن يكتفون بشراء أقراص DVD نحصل على 54 مليون مستخدم.

أما في بريطانيا يُجبَر أكثر من 25 مليون أسرة على دفع ما يعادل 19.57 دولار شهرياً مقابل ميزة الحصول على البث التلفزيوني. هذا المبلغ الذي يُقبَض سنوياً هو «رسم الترخيص» الذي يجبى من سكان المملكة المتحدة ويُنفَق على تمويل هئية الإذاعة البريطانية BBC.

يحصل المتفرجون البريطانيون مقابل هذا على أربعة محطات راديو وقناتين تلفزيونيتين وموقع إنترنت يبث راديو هيئة الإذاعة البريطانية وبرامجها التلفزيونية خلال الأسبوع السابق وعدداً من قنوات ومحطات مجانية أخرى بشرط توفر جهاز استقبال رقمي. تشمل البرامج مسرحيات وعروضاً كوميدية وأفلاماً وبرامج رياضية وبرامج أطفال والبث المباشر والأفلام الوثائقية، ولكن القيمة العظمى في كل هذا تكمن في الغياب التام للدعاية والإعلان.

هل تقدم هذه الشروط قيمة أفضل من Netflix؟ تحاول BBC إقناع المشككين بأنها أفضل فعلاً، حيث تقول هيئة الإذاعة البريطانية أنها تقدم بثاً أكثر لكل دولار، وبالتالي تغطي جمهوراً أوسع. هذا صحيح، وإليكم السبب: تنشر Netflix عدة عروض مستعارة وعشرة برامج وثائقية وبضعة برامج فقط من إنتاجها. ومع ذلك فإن Netflix ليست الجار المسكين لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث يتوقع أن يبلغ إجمالي الاشتراكات حوالي 5 مليارات دولار (التوقعات للربع الثالث من 2014 هو 1.2 مليار دولار)، أما BBC فقد حصلت في السنة الماضية على نحو 6 مليارات دولار.

فلماذا تتخلف Netflix إلى هذا المدى في مجال الإنتاج عن هيئة الإذاعة البريطانية؟ هناك أسباب عدة:

  • أولاً، Netflix، إن صح القول، بعدها في عمر المراهقة، بينما BBC رجل في التسعين من عمره حقق ذاته؛
  • ثانياً، Netflix يمر بمرحلة التحول من إتاحة المضمون إلى إنتاج مضمونها الخاص.

تأسست هيئة الإذاعة البريطانية انطلاقاً من رسالتها في «الإعلام والتعليم والترفيه». عدا ذلك، تضطر Netflix إلى الصراع المستمر للحصول على المشتركين، بينما تحصل BBC بصورة مضمونة على منحتها الحكومية سنوياً (ويقع المتخلفون عن التسديد تحت طائلة الغرامات والملاحقة القانونية).

ولكن صميم الموضوع يكمن في حرية الاختيار التي تقدمها Netflix، مما يجعل المشتركين يشعرون بقيمة الخدمة. إذا قضوا وقتاً طويلاً في البحث عما يهمهم يستنتجون أن ذلك ليس بسبب ضعف في مستوى الخدمة إنما في ترددهم هم. إن لم يعجبهم هذا يمكنهم ببساطة أن يتوقفوا عن الدفع. أما الموقف من BBC تشوبه طبيعتها الإجبارية؛ فرغم ضخامة برامجها الإخبارية والمسلسلات الشهيرة والبرامج التثقيفية يستاء المتفرج البريطاني من غياب الخيار الشخصي. ولكن هيئة الإذاعة البريطانية تفعل ما تفعله، وإذا غابت الرسوم الإجبارية ستغرق عاجلاً أم آجلاً، ولا يمكن التهرب من هذين الخيارين.

qz.com

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق