أزمة  صناعة السيارات
الصفحة الرئيسية التقنيات

على مدار العقد الأخير كان معرض أمريكا الشمالية الدولي للسيارات أكبر معرض للسيارات على المستوى العالمي ويجري حاليا في مدينة ديترويت الأمريكية هذا الأسبوع. ومن المحتمل أن تتغير الأوضاع في عالم السيارات هذا العام وقد يصبح المعرض الآخير أكبر المعارض حيث تنتشر شهرته تدريجيا وهدف المعرض الجديد هو مساندة صناعة السيارات في كشف وظهور تطورها التكنولوجي.

ويجري هذا المعرض الجديد ليس في مدينة ديترويت ولا في لاس فيغاس. وجدير بالذكر أنه ليس معرض للسيارات بالتحديد وإنما معرض إلكترونيات. هل توقعتم ذلك؟ لا، حتى لم يتوقع ذلك أحد من مصنعي السيارات.

يجب الإشارة إلى أن معارض السيارات كانت دائما من أفضل الإمكانيات للتقديم إلى السوق موديلا جديدا للسيارات والتكنولوجيا المتطورة وعبارة عن رؤية الشركات المصنعة للسيارات لمستقبل هذه الصناعة. و معرض السيارات بعتبر مساحة مميزة للحوار الفعال المفتوح بين منتجي السيارات ووسائل الإعلام العاملة في هذا المجال.

ولكن خلال السنوات الخمس الأخيرة تغير الكثير حيث تحولت تكنولوجيا السيارات إلى منتج خاص يتم تقديمه إلى السوق بشكل مستقل تماما. ولا تحاول الشركات المصنعة للسيارات أن تدهش الجميع بمنهجيات جديدة في مجال صناعة السيارات بل تسعى إلى تلبية احتياجات الصناعة التكنولوجية للسيارات بشكل عام.

ونتيجة لذلك تشارك الشركات المنتجة للسيارات في معرض الإلكترونيات وتقدم للعالم رؤيتها و تكنولوجيا متطورة بصفتها الشركات المصنعة للإنجازات المستقبلية الإلكترونية. وتجذب هذه الشركات اهتمام الجمهور بإنجازاتها وتكنولوجيتها في مجال القيادة وخدمات متطورة للسائق و تسليته أثناء الرحلة في السيارة بالإضافة إلى الميزات التكنولوجية الأخرى.

المساحة الفيزيائية والإلكترونية

يمكن القول أن مثل هذ التغيير كان يتوقعه الجميع منذ وقت طويل. كانت الشركات المصنعة للسيارات تتنظر الطفرة التكنولوجية في التطور لصناعة السيارات وقد وجدت كل ذلك و حققته في منتجات ذات شكل مميز جديد.وهكذا تدريجيا تحول مفهوم السيارة إلى مفهوم أداة تكنولوجية متطورة من درجة "السوبر" بالرغم من أن ذلك التحول كان يجري أثناء مراحل صعبة للغاية. كانت السيارة ولا تزال اليوم أداة للتنقل مثلما يعتبرها الإنسان اليوم، أما كل التكنولوجيا وآلاف من الآليات المتطورة يتم تقديمها أثناء معرض الإلكترونيات فتخص تكنولوجيا الملاحة في المساحة الإلكترونية.والمشكلة في أن الناس لم يقدروا بعد دمج القيادة الآمنة والاختلاط الافتراضي.

وتحاول بعض الشركات المنتجة للسيارات أن تعمل المستحيل حيث تقدم إلى السوق التكنولوجيا الفريدة من نوعها التي تسمح للإنسان أن يركز على العالم الإلكتروني عندما تسير السيارة بنفسها في المساحة الفيزيائية. شيء مذهل، أليس كذلك؟

ويمكننا أن نرى تطبيق هذه التكنولوجيا في سيارة Audi A7 التي تدير نفسها أو في الموديل الجديد من Mercedes حيث نرى هنا سيارة جديدة وهي عبارة عن مساحة سكنية متحركة. وبعد ما أصبحت مثل هذه التكنولوجيا متوفرة في السوق سوف يتم إلغاء مفهوم السيارات إطلاقا بشكله القائم في الوقت الحالي لتولد الصورة الجديد في أذهان الناس.

ولكن قبل ذلك سوف ينفر الناس من كل محاولات توحيد السيارات والأدوات الإلكترونية. وربما بعد مرور خمس سنوات أو أكثر سوف تصدر الشركات المنتجة للسيارات موديلا ذاتي التحكم . ولكن إذا أصبح كل ذلك ممكنا لا شك في أن مثل هذه السيارة سوف تكون من درجة بريميوم وذات إصدار محدود.

وفي نفس الوقت لم يبقى لدى المصنعين وقتا كثيرا للحاق بالسباق التكنولوجي الرقمي. سوف يركز المصنعون على تقديم أفضل بنية تحتية للسيارات من الجيل الرقمي الجديد حيث قد تشمل هذه البنية تكنولوجيا الآليات المحمولة وسوف بكون من الممكن إدارة السيارة والتحكم بها عن طريق الهاتف الذكي والساعات الذكية وغيرها من الأدوات الإلكترونية المتطورة الأخرى.

ولكن سوف يصبح ذلك ممكنا وناجحا فقط إذا غيرت الشركات المصنعة رأيها حول مفهوم السيارة. هناك العديد من سبل دمج السيارة مع النظام البيئي العالمي ولكن مثل هذه السيارات من درجة "البيئة" لا يمكن استبدالها بتلك الآليات وتلك التكنولوجيا التي تنشئ هذا النظام البيئي. لماذا يجب استبدال الهاتف الذكي الذي لا يطابق سيارتكم الجديدة عندما يمكن إنشاء اتصالا مباشرا بين سيارتكم الجديدة والهاتف الذكي الخاص بكم في الوقت الحالي؟

نعم، لا شك في أن تكنولوجيا الإدارة الذاتية تحتاج إلى تطور كبير وهناك الكثير من الصعوبات التي يجب اجتيازها لاتصال السيارة بالآليات التكنولوجية التي أصبحت اليوم أكثر طلبا من قبل جميع السائقين في العالم.ويفهم المصنعون جيدا اليوم ضرورة تأقلم السيارة بالموجة التكنولوجية المعاصرة وهذا من سبل الحفاظ على علامات السيارات الموجودة حاليا.يعتبر ذلك من أهم متطلبات العهد التكنولوجي المعاصر وبداية انتقال عالم السيارات إلى حالة جديدة. وربما كل هذه التغيرات والتجديدات لن تبرهن لنا أن السيارة اتجاه جديد في عالم الإنجازات الإلكترونية ولكن سوف نرى بكل تأكيد أن السيارات لا يمكنها أن تبقى مثلما كانت،سيارات فقط.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق