جوجل هي مايكروسوفت الجديدة
AP Photo/Jeff Chiu
الصفحة الرئيسية التقنيات, مايكروسوفت

يبدو أن جوجل تطبع النقود. تلقت الشركة في السنة المالية الماضية 56 مليون دولار من الإيرادات و 13 مليار دولار صافي الربح. ولكن مستقبل الشركة ليس وردي لهذه الدرجة.

سمحت الأرباح الكبيرة لمساهمي جوجل ‎(GOOG)‎ بالشعور بالسعادة لفترة طويلة. لم يظهرالمستثمرون علامات قلق عندما سمحت الشركة لمنافسيها التغلب عليها أو عندما كانت تتجاهل الاتجاهات الهامة. حتى مع تباطؤ في نمو جوجل ونمو الشركة سيستطيع المساهمون بالتأكيد الحفاظ على الشعور بعدم المبالاة لفترة من الوقت. ويعتقد المحللون أن على مدى السنوات الخمس المقبلة ستقوم الشركة بزيادة الإيرادات من البحث وحده بمبلغ 31 مليار دولار.

و مع ذلك هذا لا يعني أن الشركة على ما يرام. تظهر شقوق صغيرة على واجهة جوجل. في ديسمبر انخفضت حصة الشركة في سوق البحث في الولايات المتحدة إلى 75.2٪، في حين قبل عام كانت تبلغ 79.3٪. يمكن أن تصبح قطعة الكعكة هذه أقل هذ العام إذا رفضت أبل ‎(NASDAQ: Apple [AAPL])‎ الاتفاق لاستخدام جوجل كمحرك البحث الافتراضي على الأجهزة الجوالة الخاصة بها. وستكون هذه خسارة كبيرة. قال محلل Citigroup مارك ميّ أن 60٪ من إيرادات البحث لجوجل على الأجهزة النقالة في عام 2014 تم الحصول عليها بفضل الاتفاق مع أبل.

وأظهرت أسهم جوجل نتائج أسوأ من السوق. في العام الماضي فقدت الشركة 11٪ من قيمتها،و ارتفع مؤشرNasdaq بنسبة 14٪، في حين أن أسهم الفيسبوك ‎(NASDAQ: Facebook [FB])‎ ارتفعت بنسبة 36٪.

جوجل اليوم

تشبه جوجل في عام 2015 مايكروسوفت ‎(NASDAQ: Microsoft Corporation [MSFT])‎ في وقت مبكر من بداية هذا القرن ، شركة مربحة بشكل لا يصدق، ذات صعوبات في مجال تطوير المنتجات الأساسية. على الرغم من جميع الإبتكارات، التي وصفت في كتاب إريك شميدت «كيف تعمل جوجل» ‎(How Google Works)‎، تمثل الشركة هيئة ثقيلة مع 55 ألف موظف. أي يصعب لشركة من هذا الحجم على التحرك بسرعة وبشكل خلاق. بين جميع عمالقة التكنولوجيا فقط أبل تمكنت مواصلة التطويرات المبتكرة بعد التوسع إلى حجم ضخم. Hewlett Packard ‎(NYSE: Hewlett-Packard Company [HPQ])‎؟ لا. IBM ‎(NYSE: International Business Machines [IBM])‎؟ مرة أخرى، لا.

على الرغم من الحديث عن مبادرات جريئة مثل سيارات جوجل بدون سائق ونظارات جوجل، والوصول إلى الإنترنت مع مساعدة من البالونات وتسليم البضائع بواسطة طائرات بدون طيار لا تزال الشركة في الواقع بائع إعلانات رخيصة على شبكة الإنترنت وفقا لاستعلامات البحث. في العام الماضي جنت الشركة 51 من ال 56 مليار دولار بواسطة الإعلانات.

المنتج الأكثر قيمة لحاضنة المبادرات الجريئة الرسمية التي تسمى جوجل X ليست المنتجات المبتكرة التي تحتفظ بالمركز المهيمن في سوق بحث جوجل. المنتج الأكثر قيمة هو السمعة الجيدة. إنها تجسد فكرة جوجل كشركة تبحث باستمرار عن فرص جديدة وتتحمل الفشل، لأنه هذا هو المظهر الحقيق للابتكارات الجنونية و المغرية.

و بفضل أساطير جوجل X تحصل الشركة على حجة لمجموعة متنوعة (ومكلفة أحيانا) من النكسات، بما في ذلك النظارات «الذكية» المذكورة أعلاه. وقد استخدمت هذه الحجة للمنتجات الفاشلة التي ترتبط مباشرة بالأعمال الأساسية للشركة، مثل الشبكات الاجتماعية (ارقدوا في سلام Google Plus وGoogle Buzz)‎، وأنظمة الدفع ‎(Google Wallet، ذكرى مباركة لك) وأدوات التخزين (هل مازالت منصة Google Cloudعلى قيد الحياة ؟).

إن الاستعداد لتمويل وحدة مثل جوجل X، يعني أن جوجل تميل إلى اختبار قوة الحدود في مجالات الأعمال التي لا يمكن تقييمها من حيث التأثير المباشر هنا والآن. ومع ذلك فلم ينقذ هذا جوجل من الركود في المجلات حيث يمكن تطبيق مثل هذا التقييم.

بالعودة إلى مايكروسوفت

وصلت مايكروسوفت إلى طريق مسدود بسبب كمية الموظفين المتضخمة، والأهم من ذلك، المنتجات التي عفا عليها الزمن والتي لم يعمل أحد على تطويرها خشية قتل الأوزة التي تبيض ذهبا. لم يكن Windows، وOffice، ومنتجات البرامج الخادمة مثالية، ولكنهم كانوا مهيمنين. حتى عندما تدهورت المناصب الرائدة، كان من الصعب أن نتخيل العالم الذي لم تكن فيه مايكروسوفت أساسا لصناعة التكنولوجيا، مع التركيز على أجهزة الكمبيوتر. لكي يفهم مدراء الشركات أن حذرهم سيدفعهم إلى مستنقع عميق، تطلب تغيير جذري في المشهد التكنولوجي (المتجسد جزئيا في جوجل).

تمتلك جوجل أيضا عددا من المنتجات التي أصبحت أساسا لنمو صناعة التكنولوجيا بعد عصر مايكروسوفت. وقد اعتمدت هذه المنتجات لفترة طويلة كليا على تطوير الإنترنت. كان من الصعب أن نتخيل اليوم الذي سنرفض به خدمات جوجل للبحث عن المعلومات التي نحتاجها بكميات كبيرة من شبكة البيانات. يدير YouTube مؤشرات الفيديو في جميع أنحاء العالم. تتخزن بياناتنا الشخصية في علب البريد من Gmail وإلى حد ما في Google Docs.

تماما كما هو الحال دائما في المجال التكنولوجي حدث تحول جذري مرة أخرى، وحدث أمام عيون جوجل، وذلك بفضل الحوسبة المتنقلة والتطبيقات والشبكات الاجتماعية. لم تستطع جوجل الاستجابة بفعالية لهذه الاتجاهات والابتكارات التي تحققت في تلك المناطق حيث تكون مهمة.

في عام 2014، انتزع فيسبوك 28٪ من الميزانيات الإعلانية التي تتدفق من خارج الإنترنت إلى شبكة الإنترنت، وهي نسبة أعلى من النسبة المسجلة العام الماضي البالغة 22٪، في حين أن لدى جوجل حصته في السوق بنسبة 55٪، وفقا لبنك Stifel.

وفي الوقت نفسه، قد تفقد جوجل سوق البحث الدولي ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الدول الكبيرة مثل الصين وروسيا يفضلون استخدام منتجاتها الخاصة. إذا كانت جوجل تهيمن في عالم البحث والفيديو (بفضل YouTube)‎، فقد سبقتها Pinterest في مجال البحث عن الصور. الأمازون ‎(NASDAQ: Amazon.com [AMZN])‎ وغيرها من عمالقة التجارة الإلكترونية مثل علي بابا ‎(NYSE: Alibaba Group Holding [BABA])‎ تهيمن في مجال البحث التجاري. أبل لديها كل ما تحتاجه للوصول إلى المركز الأول في سوق الدفع عبر الهاتف الجوال. لا يوجد فائز محدد في السباق من أجل الهيمنة في سوق تطبيقات البحث.

انسوا التكنولوجيا الخيالية التي ستقود جوجل لطليعة الابتكار. وأسوأ سيناريو بالنسبة لجوجل سيكون استمرار الشركة في التطور بمسار مماثل لشركة مايكروسوفت وعدم قدرتها على مواكبة العالم المتغير بسرعة.

يجب أن تشتري جوجل الشركات المبتكرة كما فعلت مع YouTube، وإعطاء الشركات المستحوذة الحرية للتطوير مع دعم موثوق من المنظمة الأم. ألن يكون من الجنون من جانب جوجل دخول السوق لشراء Pinterest، و Dropbox وSnapchat؟ إن هذا ممكن. ولكن هل ستتمكن جوجل من اللحاق بالرواد في مجال استرجاع الصور والتخزين السحابي وتبادل الرسائل (التي ستصبح قريبا أساس لتطوير منتجات مثل الدفع عبر الهاتف الجوال والطلبات الفردية)؟ على الأغلب، لا.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق