عيد ميلاد الأيفون
AP Photo/Paul Sakuma, File
الصفحة الرئيسية التقنيات

حدث ذلك في يناير 2007. كانت الهواتف الذكية موجودة من قبل ولكن مع ظهور الأيفون انقلب عالم الهواتف النقالة رأسا على عقب. نماذج تجارية جديدة، أسلوب جديد لنشر التطبيقات كل هذا بدأ آنذاك. وتستمر الثورة ولكننا ما زلنا لا نعرف أين ستقودنا.

بداية عصر الهاتف الذكي 2.0

قبل ثماني سنوات خلال معرض MacWorld، الذي عقد في سان فرانسيسكو، صعد ستيف جوبز على المنصة وبدأ العرض التقديمي. يجب إعادة مشاهدة العرض الذي قدمه في بعض الأحيان، لمجرد فهم ما هي قيمة عرض مدير آخر كبير يتصفح الشرائح.

قال جوبز آنذاك أن الأيفون كما كان من قبل مع ماك وآي بود «سيغير كل شيء». و بالطبع، كان على حق. لكن من الصعب أن نصدق أنه حتى ر جل طموح مثله كان يتصور إلى أي مدى سيتطور كل هذا. ليس فقط أبل و صناعة الهواتف تغيرت فقط بل العالم كله.

لكي لا تبدو الجملة الأخيرة من قبيل المبالغة، دعونا نتابع التقدم المحرز في هذا المجال. و سنبدأ بالنظر إلى التسلسل الزمني للأحداث في شركة أبل.

  • في عام 2006 قبل عام واحد من ظهورالأيفون بلغت إيرادات الشركة 19 مليار دولار أمريكي (للسنة المالية المنتهية في سبتمبر). حصل آي بود في ذلك العام 7.7 مليار دولار، متجاوزا إيرادات ماك البالغة 7.3 مليار دولار. ومع ذلك، لم يخطر في ذهن أي شخص تسمية شركة أبل بالشركة الموسيقية.
  • في عام 2007 ارتفعت الإيرادات إلى 24 مليار دولار أمريكي، أي بنسبة صغيرة مقدارها 26٪. استعاد ماك زمام المبادرة (10.3 مليار دولار أي ب2.3 مليار أكثر من آي بود)، وكانت مبيعات الأيفون في العام المالي آنذاك غير محسوبة(123 مليون دولار) ، لأنها بدأت في وقت متأخر، وخصائص الحساب لا تسمح بتقسيم واضح للدخل.
  • في عام 2008 ارتفعت الإيرادات إلى 32.5 مليار، أي بنسبة 35٪.. حصل أيفون على 1.8 مليار دولار - تفاهة بالمقارنة مع الدخل من أي بود (9 مليار دولار) وماك (14.3 مليار، زيادة كبيرة: 39٪ بالمقارنة مع العام السابق).
  • في عام 2009 زادت الإيرادات بنسبة 12٪ فقط إلى 36.5 مليار دولار. والسبب في ذلك الأزمة المالية. آي بود، والذي بدأ الأيفون بأداء وظائفه، انخفض إلى 8 مليارات دولار، وانخفضت مبيعات ماك قليلا (13،8 مليار، -0.3٪). ولكن كل هذا تعوض من الدخل من بيع الأيفون - 6.8 مليار (+ 266٪)، بحيث ارتفعت إجمالي الإيرادات بنسبة 4 مليار دولار. وكان ذلك مجرد بداية. وفي وقت لاحق اتضح أن البداية كانت حتى أكثر إثارة للإعجاب: بسبب التغيرات في منهجية حساب الإيرادات تبين أن الإيرادات من الأيفون في عام 2009 بلغت 13.3 مليار دولار.
  • في عام 2010 ارتفعت الإيرادات من الأيفون إلى 25 مليار دولار أمريكي، وكان مجموع الزيادة لا يصدق 52٪ (ما يصل الى 65 مليار دولار). وتبين أن الهواتف جلبت أكثر من ثلث هذا المبلغ.
  • في عام 2011 يتسارع النمو، وبلغت الإيرادات 108 مليارات دولار (+ 66٪)، وهو ما يتجاوز خمسة أضعاف قيمة عام 2006. جلب الأيفون 4.7 مليار دولار، أو ما يقارب نصف إيرادات الشركة بزيادة قدرها 87٪.
  • في عام 2012 ارتفعت المبيعات إلى 156.5 مليار دولار (+ 45٪)، وقد وصلت مبيعات الأيفون إلى 80.5 مليار دولار (+ 71٪). مع هذا النمو في الدخل المطلق تبدو الزيادة من 45٪ أو 71٪ غير طبيعية، مثل انتهاك لقانون الأعداد الكبيرة. هذا العام بدأ أيفون يجلب لأبل أكثر من نصف جميع الإيرادات وحوالي ثلثي من صافي الربح.
  • في عام 2013 تباطأ نمو أبل. 171 مليار دولار من الإيرادات، ونمو بنسبة 9٪ فقط. وقد وفر الأيفون 91.3 مليار دولار (+ 16٪) و 12 مليار دولار من 14 مليار صافي الأرباح المتواضعة ( 53٪ من إجمالي المبيعات).
  • في عام 2014 تباطأ نمو الربح قليلا ليصل إلى 7٪ فقط (إجمالي الإيرادات من 182.8 مليار دولار). كما حصل أيفون على 102 مليار دولار (+ 12٪). الآن أصبح الأيفون مسؤولا عن ما يقارب جميع صافي أرباح الشركة (10.7 مليار من 11.9 مليار دولار) وعن 56٪ من مبيعات الشركة. ومن الجدير بالذكر أن مبيعات آي باد انخفضت بنسبة 5٪، والآي بود، الذيتم بيعه بنحو 2.3 مليار دولار أمريكي يخرج من الموضة بوضوح. (وبطبيعة الحال، للعديد من الشركات بيع مشغل موسيقا بمبلغ 2 مليار دولار هو نجاح لا يصدق).

ويظهر الرسم البياني بشكل واضح كيف أصبح الأيفون منتج أبل الرئيسي:

منذ خروج الأيفون نمت الشركة بحوالي 10أضعاف، وبلغ حجم الإنتاج في صناعة الهواتف الذكية ما يقارب 1 تريليون دولار. ويمكن قياس حصة أبل في السوق بطرق مختلفة نقدا أو في الوحدات المباعة. وإذا افترضنا أنها تكون 12٪، وإجمالي حجم هذه السوق - 800 بليون دولار، وإذا قدرنا أبل بنسبة 10٪، تحصل على تريليون دولار.

وعلى سبيل المقارنة، فإن إجمالي الإيرادات من إثنتين من أكبر شركات السيارات Toyota وVolkswagen Group، بلغ 485 مليار دولار في عام 2013:

إذا تريليون أو أقل قليلا لا أعتقد أنه حدث تلقائيا، بطبيعة الحال. الصناعة ومبيعات الهواتف الذكية اليوم لا تملك أي قواسم مشتركة مع تلك التي كانت موجودة في عام 2006.

الطريق إلى الهواتف الذكية

إخترعت شركة Motorola الهاتف الخليوي. الآن Motorola عمليا لا وجود لها. أولا، اشترتها شركة جوجل، وسرعان ما تم بيعها لشركة Lenovo، لزيادة تشكيلة من المالك الجديد.

مع التحول إلى التكنولوجيا الرقمية تفوقت Nokia على Motorola. في ذروة الدخل كان الفنلنديون يبيعون أكثر من 100 مليون هاتف في الربع الثالث. ثم أصبح لدى Nokia رئيس تنفيذي جديد ستيفن إيلوب، موظف مايكروسوفت السابق. وأعقب ذلك انهيار الشركة وبيعها لصاحب العمل السابق للمدير الجديد. الآن هذه العلامة التجارية تحظى على ما لا يزيد عن 5٪ من السوق و هذا بالنسبة لمايكروسوفت، مع الأخذ بالاعتبارنفقات الموارد يبدو كإطلاق النار على العصافير باستخدام مدفع. كان من الأسهل إنتاج هواتف Android ووضع تطبيقات تعمل على «الغيوم» التابعة للشركة.

قامت شركة Palm بناء على تجربة غنية في تصنيع الأجهزة الجيبية المحمولة بصنع هاتف ذكي موثوق به لكنها لم تنجح، وبيعت لHP ولم تعد موجودة. جزء من الجثة ذهب إلى TLCالمصنعين الصينيين من الدرجة الثانية وتصنع LG من البقايا الأخرى WebOS لأجهزة التلفاز والساعات الذكية.

يجب أن لا ننسى BlackBerry. حتى وقت قريب، كان الهاتف الذكي الأكثر شعبية وسهولة في الاستخدام بين رجل الأعمال. المشجعون المخلصون سموه CrackBerry، مقارنة مع المخدرات(من сrack - الكوكايين بالإجليزية). الآن تبلغ قيمة BlackBerry Limited بمئة مرة أصغر من أبل وتحاول أن تجد مكانها المناسب أو على الأقل بيع نفسها بعدة حصص.

HTC Dream -أول هاتف ذكي على أساس أندرويد

يجب إعطاء الامتياز لتطور هذه الصناعة ليس لشركة أبل فقط. في نواح كثيرة كان تأثير جوجل أقوى. اشترت الشركة Android في عام 2005، قبل ظهور الأيفون بفترة طويلة. والآن وفقا للخبير الصناعي تومي آهونين، هناك أكثر من ألفي شركة في الصين تنتج الهواتف الذكية، وجميعها تعمل على نظام Android ومشتقاته. ودعونا لا ننسى العملاق الكوري سامسونج، والذي مع أبل في علاقات غريبة صديقة و عدائية بنفس الوقت، إنه أقوى منافس ومصدر المكونات الرئيسية بنفس الوقت.

و ماذا سيحصل الآن بعد ركوز السوق؟ هل يمكن لشخص من القيادات الحالية بما في ذلك أبل أن يكتفي بما لديه؟ سامسونج الأول حاليا، ولكن أبل تسابقه، وXiaomi تقضم قطعاً من الجزء السفلي، والكوريين لديهم بالفعل وقتا عصيبا. يقول أهونين أن Xiaomi لن تصبح أبل الجديدة، ولكن Lenovo وHuawei تستحقان نظرة فاحصة. تعيش أبل من إنجاز لإنجاز آخر، تضع الشركة رهان كبير جدا على كل منتج. وعلى الرغم من أننا لم نحصل على أرقام مبيعات أيفون 6 بعد، على ما يبدو، يحظى المنتج بنجاح كبير.

في نهاية المطاف، ليست الشركات بنفسها هي الشيء المثير للاهتمام بل أثر الهواتف الذكية على نمط حياة الشعب ككل. يقول محلل اCreative Strategies تيم بدجارين في مقالته "ما هي التكنولوجيا التي سوف تؤثر على الإنسانية أكثر في السنوات الخمس المقبلة ؟" أنه ليس إنترنت الأشياء، وليس الواقع الافتراضي أوالبيتكوين. هذه الظواهر ملحوظة، لكنها لا يمكن حتى مقارنتها مع الهواتف الذكية:

ستؤمن الهواتف الذكية، أي أجهزة الكمبيوتر الجيبية المحمولة الوصول إلى الإنترنت إلى ملياري شخص إضافي. يمكننا مقارنة أثر ذلك مع تأثير الكتاب المقدس أو مطبعة غوتنبرغ ».

كما يلاحظ محلل Asymco هوراس ديديوسيبلغ مستوى تغلغل الهواتف الذكية في الولايات المتحدة نهاية عام 2014 وصل إلى 75٪. الخطوة التالية هي نفس مستوى حرية الوصول إلى الإنترنت للعالم كله. و سيكون التأثير قوي بشكل خاص في الأماكن التي تفتقرإلى الاتصالات التقليدية أو التي لا تملكها على الإطلاق.

وبدأ كل شيء قبل ثماني سنوات عندما صعد رجل نحيف في سترة سوداء على المنصة وقال:

«من وقت لآخر يظهر منتج ثوري يغير كل شيء».

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق