المزيج من جودة عالية في عمل الهاتف والأسعار المنخفضة التي تقدمها الهواتف الذكية من شركة Xiaomi يعتبر نجاحا مميزا سجلته الشركة بالإضافة إلى المستوى القياسي من المبيعات بأكثر من 60 مليون هاتف في السنة الماضية. ويدل مثل هذا التقدم على أن شركة Xiaomi قد تفوقت على شركة Samsung المنافسة فيما يخص مجال الشركات المصنعة لأكثر الهواتف الذكية مبيعا في الصين حيث احتلت الشركة الصينية المرتبة الثالية عالميا في هذا المجال.
تدخل الهواتف الذكية بعلامة تجارية Mi من الشركة الصينية الأسواق بسعر يقارب 300$، وسوف يصبح الموديل الجديد Mi Note Pro أول الهواتف الذكية من الشركة الذي تجاوز مستوى السعر ب500$. تقدم الشركة العديد من الموديلات من مجموعة Redmi بسعر منخفض لا يزيد عن 150$.يمكن مقارنة هذا المستوى من السعر بسعر أحدث الهواتف من iPhone التي تباع في الأسواق بسعر أكثر من 1000$ بالإضافة إلى هواتف Samsung Note و GalaxyS التي تباع بمثل هذا السعر تقريبا
كيف تتمكن شركة Xiaomi من المنافسة الناجحة في مثل هذه الظروف في الأسواق؟
هناك الكثير من النظريات والشائعات في هذا السياق حيث يقال مثلا إن Xiaomi تقوم ببيع هواتفها بسعر التكلفة وتكسب الأرباح من الخدمات الإضافية. وهذا ما قاله السيد حيوهو بارّا نائب رئيس الإدارة الدولية للشركة عن بعض أسرار الشركة في هذا الصدد.
قد وضّح أن Xiaomi يمكنها خفض الأسعار بفضل المزيج من عدد قليل من الأجهزة وزيادة الوقت المتوسط لبيع كل منها.
جهاز بسعر منخفض Redmi 1S
ومن المهم جدا أن نشير في هذا الصدد إلى أن Xiaomi تواصل بيع أجهزتها القديمة إلى جانب الموديلات المتطورة بأسعار منخفضة حتى بعد إطلاق الموديل الجديد إلى السوق.
ويشير السيد بارّا إلى ما يلي:
المنتج الذي يبقى في الأسواق خلال فترة من 18 إلى 24 شهرا ، وهذه أغلبية هواتفنا، يمر عبر 3 أو 4 مراحل لانخفاض السعر. على سبيل المثال يعتبر الموديلين Mi2 و Mi2s نفس الجهاز تقريبا حيث كان الموديلان يباعان في السوق خلال 26 شهرا. تم إطلاق الموديل Redmi1 إلى السوق لأول مرة في شهر سبتمبر عام 2013 وفي هذا الشهر قدمنا Redmi2 وهذا بعد مرور 16 شهرا فقط.
وهذا يهمنا كثيرا لأن الفترة الأطول لبقاء المنتج في السوق لكل من أجهزة Xiaomi تقدم للشركة فرصا لضمان أكثر صفقات تجارية كفاءة مع مورّدي المكونات الأساسية للأجهزة.
ويضيف السيد بارا ما يلي:
"إن سبب الاحتفاظ بأسعار منخفضة هو في أننا نجحنا في الاتفاق مع الموردين حول مسألة خفض سعر المكونات الأساسية حيث يمكن تحقيق من ذلك أرباحا أكثر مما نخططه لأننا اتخذنا قرارا استراتيجيا حول خفض أسعار الهواتف. ومعظم المكونات لأجهزتنا تبقى كما هي الآن وبدون تغير لأننا نستخدم في مجال تنظيم الإمدادات نفس الاتفاقيات للموديل Redmi1 وهذا يعني أننا لا نزال نحصل على التنزيلات والخصم في أسعار المكونات والقطع. يمكننا مواصلة استخدام نفس منحنى التكاليف لأنه يهمنا كثيرا ليس توفير مجموعة واسعة من المنتجات حيث نقوم بإطلاق بعض المنتجات كل سنة فقط ولكن يهمنا أنه لدينا مجموعتان للمنتجات فقط".
ويفيد السيد بارا أن ديناميكية التطور تبدو بسيطة جدا ولكن من أجل جعل المستخدمين يبقوا موالين لأجهزتنا خلال سنتين أو ثلاث لا يكفي خفض السعر فقط. ويشير إلى أن Xiaomi تقدم تحديثا للبرامج وقطع الغيار والخدمات الأخرى التي قد يحتاج إليها العملاء لفترة أطول من الشركات الأخرى في السوق. ويضيف:
"كلما كان التركيز أكير على المجموعة من الموديلات المقدمة تكون إدارة التكاليف أسهل وأكثر كفاءة ".
هناك عوامل أخرى تساهم في تحسين هيكل التكاليف بما فيها العدد القليل من الموظفين واستخدام طرق التسويق والترويج الإلكتروني وقرب مكتب الشركة من المصانع المنتجة لها في الصين، لكن إدارة الإمدادات للمكونات الأساسية والتوزيع في السوق تبقى من عناصر مهمة للغاية.
لدى شركة Xiaomi خططا كبيرة لتوسيع مدى مبيعات الأجهزة خارج نطاق المنطقة الآسيوية في هذا العام ما يجعل موديل التسعير وإدارة الإمدادات أكثر أهمية واهتماما من أي وقت مضى.
وفي معظم الأسواق العالمية تبيع الشركة هواتفها عبر الإنترنت فقط ولكنها في الوقت الآخير تقوم بتجربة الشراكة مع شركات الاتصالات خارج الصين. تجري دراسة الطلب للمبيعات عبر شبكة Airtel في الهند مثلا. وقد وجدت الشركة مؤخرا عددا من الشركاء في تايوان وماليزيا وسنغافورة.
وقد أوضح السيد بارا أن الشراكة الاستراتيجية مع شركات الاتصالات من الصعب إنشاؤها في ظروف الأسواق التي تتميز بأن أغلبية المستهلكين يستخدمون الخط المدفوع مسبقا مثلا في الهند، ولكن من الواضح أن الشركة تبحث عن طرق جديدة لتوسيع نطاق مبيعاتها. وعن طريق استخدام حملات مبيعات قصيرة مع التخفيضات الهائلة للأسعار قد حققت الشركة بيع مليون وحدة من أجهزتها خلال أول خمسة أشهر في الهند. وإذا تمكنت الشركة من توسيع نطاقها وتلبية احتياجات الطلب على هواتفها في الهند والدول المنتامية الأخرى فيمكن القول إنها سوف تتمكن من زيادة ملحوظة من حجم مبيعات في عام 2015.
وقد توقعت شركة Xiaomi في العام الماضي أنها ستتجاوز مستوى المبيعات لـ100 مليون جهاز في عام 2015. وفي ذلك الحين كانت الشركة تزيد من أهدافها للنصف الثاني من عام 2014. ومن يعرف كيف سوف تكون التوقعات لعام 2015؟