هناك شائعات بأن جوجل سوف يتنافس مع أوبر.
الممول ورجل الأعمال بيتر تيل المتخصص في قطاع التكنولوجيا يستخدم تعريفا غير عادي للاحتكار: "الشركة التي هي جيدة جدا في عملها لدرجة أنه لا يمكن لأي شركة أخرى أن تقدم منتجا مماثلا في جودته". يمكن استخدام هذه العبارة كنصيحة جيدة لرجال الأعمال: كافحوا من أجل موقف الاحتكارلشركتكم. وإلا فإن المنافسة سوف تلتهم أرباحكم الخاصة.
يقول تيل أن جوجل هي بموقف الاحتكار الذي كانت تشغله مايكروسوفت. الآن السؤال الذي يطرح نفسه: هل اوبر هي بموقف الاحتكار؟
تقوم هذه المنصة لطلب سيارة الأجرة بتطوير منتجها الرئيسي كخدمة. هذا هو السبب في أن أوبر عدوانية في منافستها التسعيرية مع المنافسين. و مع ذلك توفر الشركة راتب تنافسي لسائقيها، ما يتسبب بضغوط قوية على ربحها وهو ما يقلق تيل. تقنية مطابقة احتياجات العملاء مع السيارات المتفرغة ليست معقدة جدا في تنفيذها على الأقل ليست صعبة لدرجة أن يكون التخلص من المنافسين مستحيلا.
بالطبع لا يحاول أحد أن يقلل من نجاح أوبر أومن قوة شبكة الشركة فهي منصة مهيمنة جزئيا بسبب المخزون ولديها أكبر عدد من العملاء الثابتين، رقم قياسي من السيارات، وعلامة تجارية الأكثر شهرة . إن إستراتيجية الشركة هي احتلال المركز المهيمن في السوق. حتى الآن يسير كل شيء بشكل جيد وحتى المعارك مع المنظمين تزيد من وتيرة التنمية.
ولكن بعد ذلك تدخل جوجل
إلا أن الآن قد تواجه الشركة مهمة أكثر صعوبة. تشير تقارير بلومبرغ أن جوجل التي تمتلك أسهم في أوبر تقوم بتطوير تطبيق خاص بها، الذي سوف يستفيد من ميزة تكنولوجيا سيارات التحكم الذاتي الموضوعة من قبل عملاق البحث و لقد وصلت المسائلة بعيدا، حيث أصبح مستشار الشركة العام يفكر في الاستقالة من مجلس إدارة أوبر.
تنكر المصادر أن جوجل قريبة جدا من إطلاق منافس لأوبر و لكن من الغير مرجح أن يكون من المصادفة أن الشركة الشابة تخاطر بالإفلاس ولكنها تعين مختبرا كاملا من المهندسين والعلماء من جامعة كارنيجي ميلون من أجل تطوير سيارات ذاتية التحكم خاصة بها.
لقد سبق أن تحدث ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي لشركة أوبرعن ستخدام السيارات ذاتية التحكم على منصة أوبر إلا أنه قد تراجع عن كلماته عندما واجه الانتقادات من قبل السائقين. لكن حتى بالنسبة لجوجل تتطلب عدة سنوات لكي يسمح قانونيا للسيارات بتحكم ذاتي أن تسير على الطرق العامة وإحدى مشاكل هذه السيارات العديدة هي أنها لا تعمل بشكل جيد في الظروف الجوية السيئة.
و مع ذلك ليس هناك أي سبب من شأنه أن يمنع جوجل بالعمل على قسم Google Cars لبناء شبكة خاصة به. إن الباحث العملاق لديه بالتأكيد رأس المال اللازم و مستوى التطور التقني و بسبب وجود عدد كبير من مستخدمي Google في جميع أنحاء العالم يتوفر عند الشركة سوق جاهز.
لكن من المرجح أن مدراء جوجل يدركون أنه وفقا لمنطق بيتر تيل الخدمات التجارية لسيارات الأجرة لا تجلب الكثير من المال، بما أن المنافسة عالية جدا في هذا المجال. ربما يفهم كل من جوجل و أوبر أنه لحماية أرباحهما وللتخلص من المنافسين سوف يحتاجان إلى أن يتخلا تماما عن العمل في مجال سيارات الأجرة والانتقال إلى تصنيع السيارات الذاتية التحكم، أي إلى المنتج الذي سيكون من الصعب جدا على المنافسين أن يستبدلوه، حتى إذا سيتطلب ذلك استثمارات ضخمة لإدراج سيارات خاصة على الطريق . فلنتعاطف مع السائقين المساكين.