مايكروسوفت لا تستطيع أن تواكب التقدم
Jason Redmond/Reuters
الصفحة الرئيسية التقنيات, مايكروسوفت

لدى مايكروسوفت تقرير جيد ومنتج جديد ناجح . ولكن لا تزال الشركة تفتقد لشيء ما.

إصدار Microsoft Office على منصات الأجهزة النقالة هو نجاح واضح. لكن يبدو أنه تعجز الشركة عن إنشاء أو شراء نظام تشغيل الأجهزة النقالة الذي يمكن أن يتنافس مع أندرويد أو iOS. لربما قد اتخذت اتجاها آخرا.

لقد نشرت مايكروسوفت تقريرا عن الربع الثاني من السنة المالية 2015 والتي انتهت في ديسمبر الماضي. لقد كانت الأرقام أفضل ولكن لا تزال الشركة على ما يرام. ارتفعت الإيرادات بنسبة 8% إلى 26.5 مليار وانخفض ربح التشغيل قليلا (-2%) وهو 7.8 مليار، ما يعيد أرباح قدرها 0.31 دولار لكل سهم ، أنا الاحتياطيات النقدية فتصل إلى 90 مليار دولار.

تعطي هذه الأرقام لساتيا ناديلا، الفرصة للمضي في مخطط العام الماضي نحو المنصات النقالة و الخدمات السحابية. إن العنصر الأساسي من الخطة هو توزيع التطبيقات المكتبية على منصات الأجهزة، سوف تعمل على أجهزة الكمبيوتر، الألواح والهواتف الذكية، كل من نسخة الويب و التطبيقات الأصلية. لقد اتخذت مايكروسوفت مؤخرا خطوة أخرى في هذا الاتجاه بإصدارها ل Outlook لأندرويد و iOS.

الآن أصبحت المكونات الرئيسية ل Microsoft Office كاملة: Word، PowerPoint Excel و الآن Outlook. من الآن يمكنك من على أي منصة ويندوز، ماك، أندرويد أو iOS أن تستخدام مجموعة office من مايكروسوفت المصممة خصيصا للجهاز الخاص بك.

ويبدو أنه إذا استطاعت أبل أن تنهي حزمة إصلاح الأخطاء فيiWorks (ويجب القول أنها ليست قليلة)، فسوف تكون قادرة على استبدال Microsoft Office في النظام الإيكولوجي Mac-iCloud-iOS. في النهاية الأمر إن iWorks تتاح مجانا... لكن الثقة في ذلك هي الآن أقل. تقدم Microsoft حلا كاملا آمنا وعبر منصة فعالة تستحق المال المدفوع وخصوصا لرجال الأعمال.

ولكن المنافس الذي يخافه مايكروسوفت ليس أبل. إصدار مجموعة أوفيس عبر المنصة هو عبارة عن خطوة ضد Google Apps.لاتؤازرMicrosoft أحد في نزاع تطبيقات الويب والتطبيقات المكتوبة خصيصا من أجل منصة واحدة أو أخرى فهي تقدم كليهما.

لكن حتى مايكروسوفت لا تخلو من المشاكل.إن أعمال هواتفها الذكية على وشك الاحتضار. ووفقا لأحدث تقرير قدمته إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات، لقد بلغت الإيرادات من مبيعات المعدات 2.3 مليار دولار.وهذا هو 10.5 مليون هاتف من Lumia و 39.7 مليون من الأجهزة الأخرى.

لا تزال تعاني أعمال الهاتف من آثار امتصاص نوكيا، لذلك يمكننا أن نتوصل إلى استنتاجات دقيقة. ولكن مهما كان اعتبارنا للمسألة ملطفا، إذا قمنا بتقسيم 2.3 مليار دولار على 50.2 مليون جميع الأجهزة، فسوف نحصل على متوسط سعر المنتج بقيمة 46 دولارا.

يمكن الافتراض بأن الحساب غير صحيح لأنه لا ينبغي لأن ينظر إلى نوكيا X مع Lumia. حسنا، دعونا نحسب بطريقة مختلفة. عموما سوف نخفض جميع الأجهزة إلا هواتف Lumia. وهي 10.5 مليون جهاز، الإيرادات من 2.3 مليار دولار وإجمالي متوسط سعر الجهاز219 دولار. سنقارن هذا مع متوسط سعرالأي فون في الربع الأخير:687 دولار. سنستمر بالبقاء في مجال الافتراضات ونفترض سعر "نوكيا مع المصباح " البسيط ب 20 دولارا. وهكذا سيكون متوسط سعر هاتف Lumia مساويا ل143دولار.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل ذلك ؟ حتى إذا كان النقد غير محدود.المنظمات الكبيرة مثل Bank of America و Chaseالتي توقفت عن دعم Windows Phone على ما يبدو، تتفق مع ذلك.

بعد محاولات عقيمة بالشراكة مع نوكيا وما يتبعها من تدمير عمل آخر اختارت مايكروسوفت عدم ترك عمل الهاتف الذكي ليموت ولكن قامت بشرائه. إن التصميم العامل لم يفلح و نظرا لحالة السوق، من الغير مرجح أنه في يوم ما سيجلب هذا العمل شيئا باستثناء ضياع الوقت والمال والسمعة. يعتقد الكثيرون أن مايكروسوفت ستتخلى عن تطوير نظام التشغيل الخاص بها و ستبدأ في تطوير فرع الأندرويد و هكذا ستعود إلى تكتيكات "الانضمام و الإدارة".

وهنا يجب علينا أن نتذكر Cyanogen. في إطار تأييد لتقاليد القراصنة،التي أسفرت عن مايكروسوفت، آبل و الكثير غيرها ، لقد أخذ المطورون نظام أندرويد المفتوح و قاموا بفتحه أكثر منشئين بذلك شجرة كاملة من الأغصان المحسنة.

لقد اعتقد في البداية أن ذلك مجرد متعة أو رغبة في اللعب مع الأجهزة الثابتة. ولكن اتضح أن أحد فروع الشجرة CyanogenMod حيوية لدرجة أنه قد قامت عليها شركة تجارية. في عام 2012 قامت صناديق Benchmark وRedpoint باستثمار 7 ملايين دولار في Cyanogen, Inc في إطار الجولة من سلسلة A (وهذا هو عادة أول تمويل مشورع جدي بعد البذر). لقد كانت جولة سلسلة B في ديسمبر 2014، بقيادة الصندوق المعروف آندرسن هورويتز، 23 مليون دولار. الآن هناك أحاديث عن جولة ال 70 مليون التي ستنضم إليها مايكروسوفت إلى دور المساهمين الأقلية .

كيرك ماكماستر المدير التنفيذي ل Cyanogen, Inc.، تحدث عن أهداف الشركة وكان صريحا بشكل مفاجئ:

"أنا رئيس Cyanogen. ونحن نحاول أن نسلب أندرويد من جوجل".

وأيضا:

"لقد بدأنا أن نفهم للتو ما الذي يمكن أن يكونه الهاتف الذكي. اليوم تعتمد Cyanogen إلى حد ما على جوجل. غدا سوف يتغير ذلك. بعد ثلاث أو خمس سنوات ، سوف نتوقف عن الاعتماد على النظام الذي تنتجه جوجل. سوف يظهر الجديد بجانب القديم. وسنكون نحن هو الجديد".

بالطبع إنها كلمات طموحة جدا ولكنها مدعومة بمال أفضل المستثمرين في وادي السيليكون.

مشاركة مايكروسوفت في Cyanogen هي لربما شيء قليل، ربما سيؤدي ذلك إلى إخافة أكثر فعالية لمقدمي الأجهزة على الأندرويد بالدعاوى القضائية المتعلقة بالبراءات. ولكن يمكن أن ينظر في هذا الاستثمار كجزء من عراك طويل مع جوجل.

تذكير: في عام 2005 عندما حصلت جوجل على نظام الأندرويد كحماية من Windows Mobile، كانت الهواتف الذكية على هذا النظامهي المهيمنة في السوق مثلما كان "ويندوز" مهيمنا في سوق الكمبيوتر الشخصي. في وقت لاحق في عام 2008 حصلت مايكروسوفت على Danger شركة أندي روبين السابقة منشئ نظام أندرويد. لقد استوحت جوجل من هاتفهم Sidekick لإنشاء جهاز G1.

انتبهت جوجل منذ فترة طويلة إلى Cyanogen. و من البداية اكتشف مستخدمو CyanogenMod (الذي غير مؤخرا إلى Cyanogen OS)‎، أنه من أجل تثبيت تطبيقاتهم الخاصة : Google Map YouTube، Google Talk ، هم بحاجة إلى القيام بحيل تقنية. هل ستتمكن Microsoft أن تقاوم إغراء ندف جوجل ؟

لكن هذا لا يكفي لإعطاء مايكروسوفت الأفضلية في سوق الهواتف الذكية الضيق. ولكن يتفق مع رغبة الشركة في تقويض النظام الإيكولوجي من جوجل بأي ثمن بما في ذلك تجنيد الحلفاء، كما فعل بيل غيتس مع Lotus 1-2-3.

ومن الجدير أن نذكر أنه تتواجد صناعة الهواتف المحمولة في نفس وضع سوق أجهزة الكمبيوتر في منتصف الثمانينات . عندما ستبين Cyanogen نموذج الأعمال هذا، الذي يقوم المستثمرون باستثمار المال فيه، سيصبح الأمر مثيرا للاهتمام. و سيكون الأمر أكثر إثارة للاهتمام إذا استطاعت الشركة أن تحصل على دعم اللاعبين الرئيسيين الذين يريدون حقا أن يخرجوا من تحت جناح جوجل.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق