Tesla على مفترق الطرق
Paul Sancya/AP Photo
الصفحة الرئيسية التقنيات

أصدر تقرير Tesla للربع الرابع من السنة. على أي طريق ستدل أرقام الشركة؟

نشرت Tesla نتائجها المالية للربع الرابع من السنة. معظم المحللين توقعوا من رئيس الشركة إيلون ماسك بلاغاً بأن توريد السيارات كان أقل من المتوقع.

يقول تقرير الشركة:

"تشير النتائج المالية للربع الرابع من العام إلى الإخفاق في التوريدات وانخفاض الإنتاج لفترة قصيرة بسبب ظهور نموذج P85D (السيارة ذات محرك ثنائي وجهاز نقل الحركة الكامل) ووظائف الحركة الآلية وكذلك تأثير ارتفاع قيمة الدولار. تعمل Tesla في السوق الدولية وتستخدم سلسلة التوريدات في جميع أنحاء العالم، بيد أن التجميع الرئيسي لـ Model S يتم في أمريكا الشمالية، لذا فارتفاع قيمة الدولار يؤثر سلبياً بعض الشيء على معدل الربح.

ها نحن قد دخلنا العام 2015 وبحوزتنا 10 آلاف طلب على Model S وتقريباً 20 ألف طلب تمهيدي على Model X. في الربع الرابع من العام قمنا بتجميع 11627 سيارة وتوصلنا إلى غرضنا في الإنتاج وهو 35 ألف Model S في عام 2014".

رغم هذه المؤشرات تبقى الشركة المنتجة لـ Ferrariالكهربائية لاعباً متخصصاً ذا حجم صغير ينتج نموذجاً واحداً وهو السيدان الفخم بمئة ألف دولار.

لا ليس Ferrari بالضبط. ليس من باب الصدف أن أسطورة إنتاج السيارات الإيطالية يبيع 7 آلاف سيارة سنوياً. تحافظ الشركة على المستوى العالي للطلب على سياراتها الشهيرة. كل من يريد أن يصبح في عداد ملاكي Ferrari يجب أن ينتظر بفارغ الصبر هذه الإمكانية، فهذا امتياز.

توفر هذه الاستراتيجية الممتازة حب المعجبين لأنهم واثقون من أن الشركة ستستمر في المستقبل إنشاء مثل هذه السيارات المدهشة. كما أنها جعلت العلامة التجارية Ferrari إحدى أكبر في العالم.

ملايين السيارات سنوياً

أما Tesla فحسب قول ماسك فبالعكس ترغب في منتصف العشرينات بيع ملايين السيارات، أما Ferrari فبمقدورها رفع الإنتاج إلى مستوى إرضاء الطلبات ولكن لا تفعل ذلك عن وعي. الشركة الرئيسية القابضة Fiat Chrysler اعتبرت "الحصان القافز" شركة منفصلة وخلال السنوات القريبة تنوي رفع مستوى الإنتاج فقط إلى 10 آلاف سيارة سنوياً.

أما Tesla فترغب في توريد أكثر عدد من السيارات ولكنها حالياً عاجزة عن ذلك، فالشركة ترفع الإنتاج بالتدريج و بحوزتها مصنع واحد فقط.

أدت مشاكل Tesla إلى ظهوررأي لدى النقاد بأن الطلب على Model S ينخفض، ولكن من المحتمل أن الأمر ليس كذلك. يوجد بعض الانخفاض في الطلبات في الصين، لكن ماسك يوضح بأن الأمر يجري عن التصور الخاطئ للسيارات الكهربائية عموماً وليس عن انخفاض الطلب على سيارات Tesla. بيد أنه قبل إصدار التقرير ظهرت أنباء بأن ماسك مستعد لإقالة رؤساء الممثلية في الصين وذلك لأنه في الشهر الماضي بيعت في البلاد فقط 120 سيارة.

من الآن واضح أنه سيصعب كثيراً على الشركة الرفع من مستوى الإنتاج من 35 ألف سيارة حالياً إلى نصف مليون في عام 2020 كما يفترض ماسك. في غضون ذلك إن أسهم Tesla ولو انخفضت قليلاً بالمقارنة مع المعدلات القياسية في منتصف عام 2014 تباع حالياً بـ200 دولار، في عام 2010 كانت تباع في IPO بـ17 دولار. هذا رأسملة بقدر 27 مليار دولار. رأسملة General Motors 55 مليار دولار، ولكن هذه الشركة باعت فقط في الولايات المتحدة وحدها خلال العام المضني مليونين سيارة ركاب وشاحنة.

ليس ورقة مالية بل منتج سيارات

بالأمس قبل الفتح انخفضت أسهم Tesla بنسبة 0.6%، وثمة عوامل ربما كانت سبب ذلك:

  • · أولاً لقد قال ماسك غير مرة أن سعرها مبالغ، على أية حال لقد تعودت الأسواق على ذلك.
  • · ثانياً في العامين 2013 و2014 تم تقييم Tesla في التسطح المالي. وكان نمو رأسملتها في السوق دليلاً على الثقة في نجاحها المقبل.

منتج السيارات الكهربائية الذي بحوزته مصنع واحد ونموذج واحد ويبيع أقل من 50 ألف سيارة، وخلال فترة معينة كان المستثمرون يشترون هذا. المدير العام هو تجسيد حي للاقتصاد المبتكر. يقع المقر الرئيسي في وادي السيليكون. السيارة دون عوادم (وتجني الشركة محصولها من هذا ببيع الحصص على قذف نفايات بكاليفورنيا).

هكذا يبدو المستقبل!

لكن Tesla لا تصنع سفناً على وسائد هوائية ولا آلات الزمن. نعم التكنولوجيات مبتكرة ومع ذلك فـ Tesla Model S هي عبارة عن أربع عجلات وأربعة أبواب، لا أكثر من سيارة.

السيارة شيء معقد

ليس من السهل صنع سيارة جيدة، أما Model S فسيارة جيدة جداً دون أدنى شك. لقد نجحت Tesla في إنشاء سيارة تعجب بها الصحافة التجارية كما أن ملاكها يعشقونها، أما المنافسون فيحللونها برغي برغي لينظروا ما بداخلها.

الآن تحتاج الشركة إلى رفع إنتاج Model S. قبل نهاية عام 2015 يجب أن تبلغ توريدات كروسوفر Model X مستوى عالياً، أما في عام 2017 فيجب أن تظهر أول سيارة جماعية Model 3 التي تنوي Tesla معها أن تتحول من اللاعب المتخصص إلى المشارك المؤهل في السوق العالمية ومنافساً لرواد صناعة سيارات.

اختبار Model X

كان يبدو أنه حتى في نهاية عام 2014 بعد العرض في أكتوبر مع إعلان النموذج كامل الآلية الحركية لـ Model S D أصبح مستقبل الشركة واضحاً للجميع. في أثناء المؤتمر المرئي المغلق المقرر أشاد ماسك للمحللين إلى كم هي مسألة معقدة إنشاء سيارة، ناهيك عن السيارة الكهربائية الثورية التي كان الطلب عليها خلال السنوات المئة الأخيرة يعادل الصفر.

لعلنا في يوم من الأيام سننظر إلى هذه المرحلة في تاريخ Tesla كفترة انتقالية هامة. قد تتوقف الأسهم لفترة ما على 200 دولار أو ربما سيرخص ثمنها أما الشركة فكغيرها من المنتجين ستبدأ تروي عن أرقام المبيعات كل شهر. يوجد خطر أن الطريق إلى المستقبل قد يكون شائكاً. بالطبع كل من يعمل اليوم الرهن المالي أو غيره على Tesla يفهم أن التطوير من 35 ألف إلى نصف مليون سيارة سنوياً سيحتاج إلى استثمارات ضخمة.

بكلمة أخرى سيكلف تطور الشركة ثمناً غالياً.

هذا لا يعني أن Tesla في مأزق

مراحل الاضطرابات كان لها مكان في السابق. وقعت أزمة عميقة في العامين 2008 و2009 حين كانت الشركة على وشك الانهيار، فتبعها التحول من Roadster الأول إلى الخط الجاري Model S. بعد IPO بقيت ثمن الأسهم دون ارتفاع لفترة طويلة.

تقع Tesla حالياً على مفترق الطرق لأنها تنضج. تتحول الشركة إلى مؤسسة إنتاجية فلا مفر من فقدانها جزء من صفات الشركة التكنولوجية الناشئة. ما زالت Tesla في انتظار المستقبل المشرق

لكن هذا الأسبوع يمتاز بتحول في تاريخ الشركة.

Model X يجب أن تظهر في عام 2015.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق