عجائب الدماغ
الصفحة الرئيسية التقنيات

امرأة مشلولة تتحكم ببرنامج يحاكي المقاتلة من طراز F35 بقوة عقلها.

يان شويرمان التي تعاني من شلل في ساعديها تأخذ قطعة شوكولا وتحملها إلى فمها بمساعدة اليد الروبوتية التي تتحكم بها بقوة عقلها. وفي خلفية الصورة تراقب ذلك الباحثة إلكه براون. (المركز الطبي بجامعة بيتسبورغ)

هنا، في وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتطورة ‎(DARPA)‎، تحدث أمور عجيبة (والكثير منها يبقى سراً). ولكن أثناء منتدى جرى مؤخراً كشفت ممثلة وزارة الدفاع النقاب عن أحد مشاريع DARPA الذي يبدو ضرباً من الخيال.

حكت مديرة DARPA أراتي برابهاكار أن امرأة مشلولة نجحت في التحكم بمحاكي الطائرة المقاتلة من طراز F35 بقوة عقلها وطائرة Cessna الخفيفة ذات المحرك الواحد.

هذا آخر إنجازات يان شويرمان البالغة من العمر 55 سنة والتي تستخدمها DARPA خلال السنتين الماضيتين من أجل البحوث الثورية للإشارات العصبية.

نجحت امرأة مشلولة في التحكم بمحاكي الطيارة المقاتلة من طراز F35 وطائرة Cessna الخفيفة ذات المحرك الواحد بقوة عقلها. (جامعة بيتسبورغ)

كانت شويرمان بادئ الأمر تتحكم باليد الروبوتية لتنفذ مهاماً مثل تناول قطعة شوكولا أو تنفيذ إيماءة التحية أو رفع الإبهام إلى الأعلى.

ثم فوجئ الباحثون أن شويرمان تستطيع التحكم باليد الروبوتية اليمنى أو اليسرى باستخدام القشرة الحركية في نصف كرة الدماغ اليسرى فقط التي تتحكم في الحالة الطبيعية بالتحكم بحركات الجانب الأيمن من الجسم.

وتقول برابهاكار أن شويرمان عبرت عن استعدادها لتجارب جديدة بعد ذلك:

«قررت يان أنها تريد أن تحاول الطيران بواسطة برنامج المحاكاة Joint Strike Fighter، وهكذا صارت طياراً على هذا المحاكي».

يان شويرمان تتحكم بمحاكي الطيران خلال تجربة مشتركة بين DARPA والمركز الطبي بجامعة بيتسبورغ. مصدر الصورة: DARPA/UPMC

بخلاف الطيارين الذين يستخدمون تكنولوجيا المحاكي من أجل التدرب، لم تكن شويرمان تنوي قيادة طائرة بواسطة مقبض القيادة. كانت تريد قيادة الطائرة فحققت ذلك.

تستطرد برابهاكار:

«عموماً، تتحكم بالقيادة بواسطة الإشارات العصبية مباشرة، وقيادتها جيدة بالنسبة لشخص لم يكن يقود طائرة في حياته، وهي لم تجرب قيادة الطائرات في حياتها السابقة».

أصيبت شويرمان بالشلل في سنة 2003 نتيجة مرض عصبي تنكسي، وفي سنة 2012 وافقت على تركيب مسبارين على سطح دماغها في باحة القشرة الحركية المسؤولة عن حركات اليد اليمنى.

وقد تحملت وجود هذين المسبارين خلال السنتين أفضل مما كان متوقعاً، ونتيجة ذلك صارت تجرى عليها تجارب متزايدة التعقيد في المركز الطبي بجامعة بيتسبورغ بالتشارك مع برنامج البدلات الصناعية الثوري في DARPA؛ ويحاول الباحثون من خلال هذه التجارب تحديد ما تستطيع أن تفعله بمجرد التفكير في الفعل.

ظهر أنها تستطيع الكثير، وقد يؤدي هذا في المستقبل إلى تطوير تقانات تغير حياة الناس المصابين بشلل في أطرافهم.

ولكن في الوقت نفسه تطرح هذه الإمكانيات تساؤلات أخلاقية معقدة.

قالت برابهاكار في منتدى صندوق أمريكا الجديدة:

«من خلال قيامنا بهذه البحوث نجد أن هناك احتمال مستقبلي لإزالة التقييدات التي يفرضها الجسد على الدماغ، ولا يمكننا إلا تصور الأمور العجيبة التي تختفي وراء هذا الباب، بعضها فاتن وبعضها الآخر فظيع».

لا يزال هناك طريق طويل حتى التطبيق العملي لإمكانيات شويرمان في مجال صناعة البدلات أو التقانات الحربية، ولكن واحدة من مهام DARPA بصفتها المركز البحثي لوزارة الدفاع الأمريكية اختراق ظلمات المجهول.

تقول برابهاكار:

«لا نكتفي باللعب في مكان آمن، فهذا يتعارض مع رسالتنا».

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق