كيف سيكون جيل الربوتات المنزلية القادم؟
إذا كانت تنبؤات هوليوود عن الذكاء الاصطناعي صحيحة لكنا الآن نقع في الحب مع النظم التشغيلية ونعيش مع زوجات آليات ونقاوم هجمات الربوتات. تعبّر أفلام مثل "Ex Machina" و "Her" عن مخاوفنا ورغباتنا ورؤيتنا للمستقبل. تجعل الابتكارات في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي المستقبل المعروض في هذه الأفلام أقرب إلى الواقع.
الآن يمكننا أن نجرب سيارة Google من دون سائق ونطلب عشاء من النادل الآلي ونشتري مروحية ذكية بسعر أقل من 1000 دولار. طبعاً لا تزال هذه الربوتات بعيدة من سيلون في "Battlestar Galactica" والربوتات في "Interstellar" ولكن نحن نتقدم في هذا الاتجاه دون شك.
قال أندرا كي وهو المدير العام لشركة Silicon Valley Robotics:
"قد تم تقدم الروبوتية أبعد بكثير عام 2015 مما كان ذلك مثلاً منذ عشرة أعوام. أصبحت قدراتها أوسع وأسعار قطع غيار ومكوناتها أرخص. على أي حال كنا نلاحظ التحسينات في الماضي ولكنها غالباً ما كانت تخص معدات باهظة الثمن مستخدمة في مجال الدفاع والصحة والزراعة. بالإضافة إلى سعرها البالغ بضعة ملايين دولار".
في وقتنا الراهن أصبحت قطع الغيار والمكونات أكثر توفراً وسعرها أرخص ولهذا السبب تفتح الروبوتية السوق الاستهلاكية واصطف المستثمرون للحصول على فرصة تمويل الإنجازات المتطورة في هذا المجال.
قام المستثمرون بتمويل الشركات المتخصصة في مجال الروبوتية بما يقارب 538 ملايين دولار خلال 104 جولات لعام 2014. من المتوقع أن يكون هذا المبلغ أعلى من ذلك عام 2015 لأنه تم جذب 150 مليون دولار خلال 150 جولة في الأشهر الثلاثة الأولى لهذا العام.
تلاحظ الإثارة الخاصة في مجال الربوتية الاستهلاكية. تم تحويل أموال مجمعة خلال اثنين من ثلاث جولات كبرى لعام 2015 إلى حساب شركة 3D Robotics المتخصصة في تطوير طائرات بدون طيار ذات المصدر المفتوح وشركة Jibo التي تعمل في مجال تطوير الربوت التفاعلي المنزلي الأول من نوعه. قال أندي ويلير من شركة Google:
"يتمتع مجال تطوير الربوتات القادرة على التفاعل مع الإنسان أكثر شعبية. بفضل انحفاض سعر الحساسات التي تسمح للربوت التعرف على الفضاء المحيط يمكننا الآن استخدام الربوتات ليس في الصناعة فقط ولكن التعامل مع الناس".
حالياً تقوم شركة Google Ventures بتمويل أكثر من 6 شركات متخصصة في تطوير الربوتات في مختلف مجالات النشاط، منها الطائرات بدون طيار التي تعمل على أساس Airware والربوتات لشركة Transcriptic التي يمكن تطبيقها في المخابر. خلقت شركة Savioke ربوت المراسلات المستخدم الآن في فنادق وادي السيليكون. قال رئيس ومؤسس شركة Savioke ستيف كازينس:
"عادة توجد في البيت غرفتان أو ثلاثة وتطبخ هناك 10-5 أطباق. يحتوي الفندق 300 غرفة في المتوسط وتطبخ هناك بضعة آلاف من الأطباق يومياً. وهذه هي عملية متكررة ويمكن أن ينفذها الربوت".
قبل تأسيس شركة Savioke كان كازينس يرأس Willow Garage وهو مخبر بيئة حاضنة للأبحاث في الربوتية. وهناك تم تطوير نظام تشغيلي للربوتات (ROS) والربوت PR2 وتأسيس 8 شركات البرمجيات وقامت Google بشراء اثنين منها في الوقت اللاحق. تحدّث كازينس:
"قمنا بتطوير نماذج الربوتات البسيطة من أجل البحوث في مجالات الربوتية الأخرى. وبالنسبة لنا هذا يدل على التحول من أفكار إلى نشاط عندما يمكننا تطبيق هذه النماذج في الواقع".
الشعبية لدى المستهلكين
نرى بوضوح متى سيكتسب هذا النوع من الربوتية شعبية في السوق على مثال المروحيات الذكية. كان تصميم مروحيات صغيرة بدون طيار أمراً مستحيلاً قبل عامين فقط بسبب وزن المكونات الكبير للغاية وعدم قدرة مراوحها على إقلاع المروحية في الهواء. والآن كسبت الشركة المطورة DJI الخاصة بتصنيع المروحيات الذكية الموجهة نحو المستهلك أكثر من 500 مليون دولار وتتقدم بثقة لتصبح أول شركة ملياردير لإنتاج هذا النوع من المروحيات.
كما يقول رون كانيبير وهو مؤسس والمدير العام للشركة Shasta Ventures:
"إن الإهتمام بالربوتية يزداد باستمرار في ظل الأخبار عن المروحيات الآلية والسيارات من دون سائق".
مؤخرا شاركت Shasta Ventures في جولة "A" لشركة Fetch Robotics المتخصصة في تطوير ربوتات الخدمة الصامتة. قال كانيبير:
"إن ظهور التكنولوجيا الجديدة في السوق تسمح لنا أن نطور من خلالها الربوتات الجديدة بشكل أسهل. لذلك السبب نلاحظ التقدم السريع في هذا المجال، أسرع مما يمكن أن نتصور".
يشير إهتمام المستهلكين إلى استعدادهم لفتح أبوابهم لابتكارات الربوتية. في العام الماضي خلال عملية Indiegogo جذبت شركة Jibo 2.2 ملايين دولار وحصلت على 4.4 ألف من الطلبات المسبقة للربوتات المنزلية وجذبت هذه الشركة في يناير 28 مليون دولار بفضل استثمارات المشروع. قال مستثمر مشروع Jibo وشريك تجاري CRV بروس ساكس:
"إن Jibo هو خليط من اللوحة والجرو مع خصائص الروبوت. في الصباح سيشارك معك في الفطور وسيرفه أفراد عائلتك عندما تكون خارج البيت".
يستطيع Jibo تخطيط جدول الاجتماعات ويدرس طفلك الرياضيات وحتى يكون مدرب اللياقة البدنية الشخصي. في نفس الوقت ننمو شخصيته من خلال التفاعل معك. مقارنة مع ترموستات Nest والنظام الوقائي Canary إنه خطوة هائلة إلى الأمام. ومن الواضح أنه تزداد ثقة المستهلكين في الربوتات. هل هذا يعني أنها ستصبح أذكى منا بعد 5-10 سنوات كما نقرأ في الخيال العلمي؟ قال أندرا كي:
"هذا صحيح جزئياً ولكن من المهم أن بعض الناس يرون إيجابيات الربوتات بشكل غلط. إنهم يتوقعون اختراعات ثورية على مدى القصير ولكن لا أحد يفكر عن المدى الطويل للأسف".
عادة نقارن الذكاء الاصطناعي ودماغ الإنسان ولكن في الحقيقة تتطلب الربوتات في المصانع وحتى في المنزل جزءا ضئيل من ذكائها. في ظروف تكرار كل الأفعال يمكن التنبؤ بها. تعمل الربوتات أحسن من الناس. ولكن أصعب بكثير أن يجبر الربوت على العمل في بيئة غير منظمة. مثلاً الاختراع الكبير الأخير في مجال البصر الآلي هو التعرف على شخصين متواصلين في الصورة وفي نفس الوقت يستطيع ذلك الرضع. قال أندي ويلر:
"من ناحية المستهلك يوجد الكثير من التوقعات حول طبيعة الربوت المنزلي. إنهم يعتقدون أن الربوت قادر على كل شيء بفض الخيال العلمي. ولكن في الحقيقة يتمتع ربوت Roomba بأكبر شعبية".
نعم، إنه مكنسة كهربائية ولكن سرعة تقدم الربوتية تدل على توسيع قدرات الربوتات بعد قليل.