تطبيق "غربتنا" المصمم من قبل لاجئ سوري لمساعدة السوريين في تركيا في كل شيء ابتداءً من كيفية التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل انتهاءً بمكان العثور على الحلويات الجيدة.
مجاهد عقيل هو واحد من نحو 4 ملايين السوريين الذين فروا من البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية الوحشية قبل أكثر من أربع سنوات. يعيش مطور البرامج البالغ من العمر 25 عاما الآن في تركيا المجاورة.
"حتى وقت قريب لم يكن هناك سوريين في تركيا"، وأوضح عقبل أنه عندما وصل إلى هناك لم يكن لديه أحد لطلب المشورة حول كيفية إعداد حياته الجديدة. "اضطررت أن أذهب إلى المكاتب الحكومية كل يوم لمعرفة المعلومات حول حقوقي في هذا البلد".
نحو 1.7 مليون لاجئ سوري (ما يقارب نصف أولئك الذين فروا إلى الخارج) انتهى بهم المطاف في تركيا وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة.
وفي محاولة لتسوية الأمور، أطلق عقيل العام الماضي تطبيقا مجانيا لمساعدة أمثاله من اللاجئين السوريين في تركيا. و قد دعاه غربتنا، وهو ما يعني في اللغة العربية الشعور بالوحدة، والغرابة، أو المنفى. وهنا شاشة القائمة:
تم تقسيم القائمة الرئيسية إلى أجزاء تشمل قوائم الوظائف (وهذا الرمز مع العدسة المكبرة). يسرد قسم آخر الأعمال والخدمات المحلية التي قد يحتاج إليها السوريون (وهذا الرمز مع الرجل في سترة العمل)، مع وصلات إلى الأشياء من دورات تعليم اللغة إلى المحلات التجارية للحلويات السورية.
وهناك قسم يسمى "لازمني" (رمز اليد)، حيث يمكنك طرح سؤال حول ما تحتاج العثور عليه في منطقتك على منصة الرسائل. عندما راجعناها اكتشفنا أن الناس يبحثون عن توصيات لأشياء مثل الأطباء والسائقين.
ميزة التطبيق الأكثر شعبية هي "ساعدني"، والتي تساعد المستخدمين على التنقل من خلال التطبيق. أولا عليك إختيار البلد الذي قد انتقلت إليه ثم ما تريد القيام به، ومن ثم انقر دخول. قلنا أننا في تركيا ونريد تقديم طلب للحصول على تصريح عمل.
وبما أن الحرب في سوريا تدخل عامها الخامس مع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق، اضطر اللاجئون مثل عقيل أن يتقبلوا حقيقة بأن إقامتهم في بلدهم الجديد ليس لديها تاريخ انتهاء واضح، ويؤدي ذلك إلى زيادة الضغط عليهم لإقامة حياة جديدة.
ومع ذلك فإن العديد حاولوا تجنب التفاعل مع النظام التركي ويرجع ذلك جزئيا إلى الحواجز اللغوية و جزئيا إلى الشعور بالتوتر حول التعامل مع المسؤولين الحكوميين.
هذا هو السبب بأن "ساعدني" يمنحك دليل خطوة بخطوة على ما عليك القيام به عندما يتعلق الأمر بالعمليات الحكومية، مثل الحصول على تصريح عمل تركي.
تم تثبيت التطبيق حوالي 11.000 مرة حتى الآن. يمكن للمستخدمين أيضا البحث عن نصائح على موقع غربتنا أو على صفحته في الفيسبوك. هذا العام يريد عقيل توسيع المشروع إلى بلدان أخرى حيث يتواجد السوريون. لقد أطلق نسخة مصرية الشهر الماضي وإنه يرغب أيضا لإطلاق نسخ للبنان والأردن.
في البداية قد يبدو تطبيق الهاتف الذكي وكأنه وسيلة غريبة للمساعدة عندما يعيش الآلاف من السوريين الذين فروا إلى الخارج منذ عام 2011 حاليا في مخيمات اللاجئين ويواجهون في كثير من الأحيان ظروف معيشية وخيمة. ولكن ضمن هذا العدد الضخم هناك العديد من اللاجئين السوريين من الطبقة الوسطى الذين فروا مع ما يكفي من النقود لاستئجار شقق صغيرة لفترة من الوقت، وفي بعض الحالات وجدوا وظائف.
يقول عقيل أن الحكومة التركية توفر أيضا الوصول إلى الإنترنت في بعض المخيمات لأنها تعتبر خدمة أساسية تساعد الناس على البقاء على اتصال مع أقاربهم الذين في الوطن أو الذين فروا إلى بلدان أخرى.
"وقد أدى بنا هذا الوقت الصعب إلى الهروب إلى العديد من البلدان المختلفة" يقول عقيل، الذي فر أهله وأشقاؤه بشكل منفصل إلى المملكة العربية السعودية ودبي. "هناك العديد من السوريين مثلي".