جهاز فك التشفير للأغنياء الذين لا يحبون مخالطة الناس والذين يكرهون الذهاب إلى السينما.
يوجد طريقتان رئيسيتان لحضور فيلم صدر حديثاً.
- الأولى هي بالتأكيد الذهاب إلى السينما. تدفع بضع عشرات من الدولارات مقابل الجلوس في كرسي مهترئ في صالة مكتظة. جيرانك يثرثرون باستمرار وهواتفهم ترن أو تصدر إخطارات، وقدماك تلتصقان بالأرضية الدبقة بسبب خليط من الكولا والبوشار.
- الثانية هي الانتظار من أسابيع إلى شهور ريثما يتوفر الفيلم عبر خدمات الفيديو حسب الطلب. إذا لم تكن صاحب بنك أو مستثمراً مغامراً، فليس لديك خيارات أخرى.
تلقى فريق من مجلة Verge الأسبوع الماضي دعوة إلى مكتب مطور تكنولوجيات عالية الاحترافية غالية للهواتف الذكية OneButton من أجل استعراض نظام PRIMA Cinema. شاركت هيئة تحرير المجلة انطباعاتها مع قراءها.
«يُقدَّم هذا النظام على أنه الخدمة الفريدة من نوعها لمشاهدة أحدث الأفلام في البيت مباشرة، وفي أحيان كثيرة يمكن مشاهدته يوم بداية عرضه رسمياً. في الواقع، هذا النظام عبارة عن جهاز فك تشفير ضخم لدرجة أنه يركَّب ضمن خزانة رفوف خاصة (كما يرفق بالنظام محطة تعرُّف بالقياس الحيوي من أجل تسجيل الدخول).
تقوم PRIMA بمسح بصمة صاحب النظام لتتيح الفيلم له
PRIMA عبارة عن خليط عجيب من الترف والحياة العادية، فأنت في الواقع تشاهد ببساطة الفيلم الذي يهمك وأنت على الأريكة في بيتك، لكن كونه ليس فيلماً عادياً بل العرض الأول للفيلم يضفي على كل شيء شعوراً خاصاً. وباعتبار طبيعة الجمهور الذي يستهدفه مطورو PRIMA، فعلى الأغلب تشاهد الفيلم في بيت فخم أيضاً.
لا تبيع الاستوديوهات الأفلام الجديدة لأي شخص كان: دور السينما تصر على المحافظة على الامتياز التي تحظى به في العروض الأولى للأفلام التي تعتمد عائداتها عليها. إذن، لكي تحصل على إمكانية عرض الفيلم في يوم صدوره لجمهور خاص يجب أن تكون سمعتك متميزة، وقد نجحت PRIMA في ذلك حين صنعت نظاماً في غاية التعقيد والأمان.
لم يسبقهم إلى ذلك أحد، وهذا يعني أن هذه الخدمة في الحاضر لا منافس لها.
إن الاستوديوهات ودور السينما مستعدة لتحمل PRIMA لأن النظام باهظ الثمن ويقدم أعلى مستوى ممكن لحماية المحتوى، وهذا يمكن أن يقنع قطاع السينما بأن الخدمة الجديدة لن تؤذيه.
يجري تحميل الفيلم بحجم 40 غيغابايت آلياً على السيرفر قبل أيام من بداية عرضه عن طريق خط إنترنت مخصص لذلك، ويبقى على السيرفر بشكل مشفَّر حتى يقوم صاحب حقوق الملكية بإقرار إصداره.
الخطوة التالية هي التحقق من الهوية عن طريق القياسات الحيوية: لا يتاح الفيلم إلا للمستخدم المسجَّل. للتحقق من الهوية يجب لمس محطة الجهاز بالإصبع. على فكرة، جهاز التحقق من الهوية ذو المظهر المستقبلي تم تطويره في استوديو التصميم DesignworksUSA الذي تتعامل معها BMW (فالمليونير لن يعجبه أن توضع على طاولته ماسحة قياسات حيوية عادية).
في الواقع، «جهاز فك التشفير» هو صندوق كبير يركَّب ضمن خزانة رفوف خاصة محشو بالأقراص الصلبة
تتلخص فكرة التحقق من الهوية عن طريق القياسات الحيوية في أن المستخدم المسجل (وهو عادة مالك البيت) من المستبعد أن يدعو إلى بيته شخصيات مشبوهة ستقوم بنسخ الفيلم سراً ونشره في الإنترنت. وينخفض الاحتمال أكثر إذا عرفنا أن ثمن مشاهدة الفيلم خلال 24 ساعة من لحظة تحميله يبلغ 500 دولار.
النظام بحد ذاته قمة الاحتياط، حيث يدخل فيه ماسحتان للقياسات الحيوية ومنفذا HDMI ومنفذا Ethernet ووحدتا طاقة ومخزن RAID 5 يستوعب 50 فيلماً. يقول شون ييغر، أحد مؤسسي PRIMA ومديرها التنفيذي:
«حاولنا استبعاد ما أمكن احتمال تعطل أي مكونة من مكونات النظام، ولن يتوقف عن العمل إلا في حال حدوث مشكلة خطيرة جداً. مهمتنا الأساسية هي رضا العملاء».
الاحتياطات لا يمكن أن تكون أكثر من الضروري
يدخل في بنية النظام عدة مقاييس استشعار التسارع التي توقف عمل النظام في حال تم نقله إلى مكان جديد (كما يمزح ييغر: «المهمة المستحيلة»). النظام مرتبط بصاحب البيت. يوسم كل فيلم بعلامات مائية خفية تسمح بمعرفة الجهاز الذي تم عرضه بواسطته. وبذا، لو ظهرت نسخة من الفيلم في الإنترنت، سيمكن معرفة مالك الجهاز وجلبه أمام العدالة.
لا يمكن عرض الفيلم عرضاً حياً بواسطة PRIMA، فكل فيلم يجب تنزيله بالكامل مسبقاً. تُتّخَذ هذه الإجراءات الاحترازية لضمان رضا الزبون، ولهذا السبب يتم تحميل كل فيلم قبل فترة طويلة من تاريخ صدوره الرسمي.
ولكن هناك أمور أخرى: تقوم الشركة بتشفير كل فيلم، والمنتج الرسمي للفيلم يجب أن يعطي إقراراً شخصياً لكل واحدة من النسخ المشفرة. يقول ييغر:
«استطعنا الحصول على نسخة من "المتمردة" قبل أسبوع من انطلاق الفيلم رسمياً في دور السينما. ولكن المخرج لم يقم بإقرار تحويل مجال الألوان، وإن لم يقم بذلك لا يمكننا القيام بأي خطوات تالية. فقبل أن يستطيع المستخدم تحميل الفيلم يقع على عاتقنا عمل كثير».
لا تختلف واجهة المستخدم كثيراً عن أي خدمة سينما رقمية أخرى
ولكن المستخدم النهائي لا يجب أن يعرف شيئاً عن هذا. الأسرة الثرية لا تريد إلا أن تجلس أمام الشاشة وتأخذ جهاز التحكم باهظ الثمن من PRIMA وتشغل نظام السينما المنزلي. لا يختلف التشغيل في صميمه عن أي نظام آخر مشابه بثمن أقل من 100 دولار. توجد الأفلام التي سيمكن مشاهدتها قريباً في قسم «قريباً». يمكن في أحيان كثيرة مشاهدة لقطات من الفيلم، واللقطات الصالحة للأطفال موسومة بالأخضر، أما اللقطات المخصصة للبالغين فبالأحمر. يمكن تنزيل الأفلام التي بدأ عرضها مباشرة، يكفي لذلك مسح بصمة المالك. ولكن هناك نقطة، وهي أن نظام PRIME لا يعرض إلا الأفلام الجديدة. وإذا أردت أن تشاهد فيلماً قديماً كلاسيكياً عن رعاة البقر أو حتى فيلماً صدر منذ بضعة أشهر، ستضطر إلى استخدام نظام آخر مثل Apple TV.
جودة الأفلام ممتازة، ولو أنها لم تصل بعد إلى دقة 4K (يقول ييغر أن هذه التكنولوجيا يجب أن «تنضج» أولاً). يجري تحميل الأفلام بدقة 1080p، وطيف الألوان فيها أوسع بـ30٪ من نظام Bluray (مضاهئ 4K Mastering)، ومعدل بت أعلى بـ25−30٪. تنقل الصورة إلى الشاشة عبر منفذ HDMI 1.4 مع صوت ثلاثي الأبعاد 5.1 أو 7.1. وفي حال استعمال نظام صوتيات عالي الجودة وتلفزيون مسطح كبير لا يختلف الأداء عن دار سينما.
ولقد قدرنا حق تقدير هذا «النظام من أجل الأغنياء» بعد أن جلسنا على الأرائك في مكتب OneButton لمشاهدة «الغضب 7». كنا جالسين في جو مريح، وكنا ستة أشخاص ولم يزعجنا أحد، وحتى المرحاض كان قريباً. فهمت الآن ماذا يعني أن تكون غنياً: ذلك عندما تستطيع مشاهدة فين ديزل الجبار وأنت جالس على أريكة مريحة وليس في زحمة دار سينما بعد الانتهاء مع عملك.
في الخلاصة، نظام PRIMA باهظ الثمن: التجهيزات وحدها ثمنها 35 ألف دولار، بالإضافة إلى 500 دولار لمشاهدة كل فيلم (الأفلام المستقلة تكلف أقل أحياناً).
يمكن تنزيل الفيلم مؤقتاً فقط، ولا يمكن اقتناؤه. لا توجد رسوم اشتراك عند شراء النظام (وهذا خبر طيب)، ولكن على المستخدم الجديد أن يدفع مسبقاً ثمن تحميل أول 10 أفلام (أي 5000 دولار)، كما تقول الشركة كي «يستطعم» الزبون الخدمة وللتأكد من أن كل شيء يعمل.