اختبر رئيس تحرير The Verge ناتان إنغريم "النظارات الذكية" ذات ملاح مدمج فيها فشاركنا انطباعه.
في حين أن Google Glass لم تلبي التوقعات تبقى الشركات الكبيرة والصغيرة تحلم عن الواقع المثالي المكمل أي حين تأتي المعلومات إلى مجال رؤيتكم دون أن تلهيكم أو تجعل مظهركم مضحكاً. ولكن لم يكن متوقعاً أن هذا الأمر سيسحب إليه منتج السيارات MINI المشهور قبل كل شيء بسياراته المدموكة الفاتنة.
في التاسع عشر من شهر أبريل تم تقديم في عرض السيارات بشنغهاي منظومة الواقع المكمل من MINI ألا وهي Augmented Vision. وقد سنح لي أن أجربها على نفسي بسان فرانسيسكو في مركز الشركة التجاري الفخم. لقد فسر لي ممثلو MINI بوضوح تام كيفية استخدام التكنولوجيا في العالم الواقعي. من وجهة نظر الموضا لا يجوز أن نسمي نموذجهم أنيقا فهو يذكر بنظارة المتزلجين أو شيئاً يخص زمن الطيران البدائي، ولكنها مزودة بالكاميرا يجوز بواسطتها أن يروا ما ترونه.
بدأ المشروع منذ سنة ونصف بالتعاون مع Qualcomm وحتى الآن هو مجرد نموذج تجريبي لكن كلتا الشركتين تعتبران بأن السيارة هي أسلم طريقة لاستخدام واجهات الواقع المكمل. كما أن الاستخدام كهذا يخفي معظم العيوب الموجودة في تلك التكنولوجيا.
قال نائب رئيس Qualcomm المختص بالواقع المكمل جاي رايت:
"كما هو يبدو لنا أنه على المدى البعيد ستصبح الفكرة بأن الشيء الذي على رأسكم هو شاشة الواقع المكمل للحياة اليومية مقنعة. تنحصر الصعوبة فقط في الحاجة إلى الكثير من التكنولوجيات الجديدة".
برأي Qualcomm تنضم إلى عداد المشكلات المحتملة قضايا عدم المساس بالحياة الشخصية والموضا والتفاعل مع الجهاز الذي له طرق قليلة في التحكم ووجود البطاريات التي ستكفي لنهار كامل، أي كل تلك القضايا التي عجزت Google Glass عن حلها أثناء الاختبار.
تفترض MINI بأن لا مكان مناسب أكثر لهذه التكنولوجيا إلا في سيارتكم
الشركة الرئيسية MINI – BMW تقدم من الآن مختلف النماذج من الواجهات المخططة لأي زجاج أمامي للسيارة وهو الشكل الأولي للواقع المكمل. يعتبر رايت بأن التعاون مع منتج الإلكترونيات أصبح طبيعياً جداً:
"بالنسبة لـ Qualcomm واضح بأن الواقع المكمل في الحياة اليومية قد يبدأ من الواقع المكمل في سيارتكم".
تبدو قضايا المساحة الشخصية والبطاريات المناسبة أقل موضعية بالنسبة للجهاز الذي سيلبس غالباً أثناء قيادة سيارة، أما مجموعة الأزرار على عجلة القيادة مباشرة أو على لوحة الجهاز فيجوز أن توفر طريقة جيدة للتحكم بالجهاز دون ترك عجلة القيادة.
نظارة التزلج لكل يوم
عمل في التجسيد المادي لـ Augmented Vision استوديو DesignworksUSA التابع لـ BMW. ولو أن هذا حتماً ليس الشيء الذي نرغب في ارتدائه خلال النهار لا يجوز القول بأن هذه النظارة ليست مريحة. على أي حال إنها كبيرة الحجم ولكن هذا ثمن محتوم على إمكانية وضع فيها شاشتين بمنظومة العرض المرئي 720 بيكسل (واحد لكل عين) وكذلك المعالج ومعدات الشبكات Snapdragon 805 (وكل هذا ضمن هيكل النظارة).
حين تكون النظارة ملبوسة تبدو الشاشات ساطعة إلى حد ما، والعرض المرئي ليس كبيراً جداً ولكن يبدو أنها كافية للاستخدام (وبالطبع ليس لأجل السينما أو ألعاب). الرسومات لا تعبئ كل مجال الرؤية لكن صور الواقع المكمل تصبح في كل الأحوال أقل أهمية للمحيط. كما ولن يكون صعباً النظر إلى العالم الواقعي "من خلال" الصورة، ولو أن محاولة التكلم مع شخص الذي تراه من خلال النظارة بات تجربة غريبة.
حين نصبوا النظارة على رأسي مررت بكل المعروضات التي وضعتها MINI والتي تظهر بعض المميزات الرئيسية لسماعة الرأس. أنشأت النظارة بالدرجة الأولى كأداة الدخول، بيد أن MINI تقدمها كشيء يجوز حمله في كل مراحل الرحلة: الوصول إلى السيارة وبعد ذلك قيادتها إلى المكان المقصود وكذلك "المرحلة الختامية" الوصول سيراً على الأقدام من السيارة إلى المكان المقصود.
ذهبت مع النظارة المعايرة لأشاهد بعض الملصقات المختلفة على الجدران في المنطقة التجريبية حيث يعلنون عن مختلف الأحداث. حين أوقفت نظري على إحدى الملصقات خرجت فوراً معلومة إضافية ألا وهي الموقع الدقيق وإمكانية شراء تذاكر وما إلى ذلك. كما تبين أن التذاكر كلها بيعت (يا للأسف) لكن ملصقة أخرى حيث الإعلان عن حفلة موسيقية ملفقة أخبر بأنه توجد تذاكر على هذه الحفلة فاقترحت نظارتي لي الذهاب إلى هناك. بفضل لوحة اللمس الصغيرة والزر في القسم الأعلى من النظارة تمكنت من الانتقال بين الخيارات والضغط على الأزرار للتأكيد على اختياري. تعمل المنظومة بشكل جيد جداً للتفاعل الأدنى والتأكيد السريع على الفعل ولكن كان واضحاً أنه في حال إذا كانت القوائم طويلة سيكون التحريك صعباً بعض الشيء وذلك لأن المجال الحسي صغير إلى حد ما، تقريباً بحجم طرف الإصبع. إنه عنصر وحيد للواجهة وليس ثمة أي تعرف على إيماءات.
بعد تأكيدي على رغبتي في الذهاب إلى الاحتفال انتقلت النظارة إلى نظام الملاحة بثلاث مراحل. أعطوني إرشادات ما هو أفضل طريق الوصول إلى حيث يقف MINI التابع لي. حين وجدت السيارة اقترحت لي النظارة الدخول وبعد ذلك انتقلت وظائف الملاحة إلى السيارة نفسها (وليس إلى سمارتفون الذي سيفيدكم لكي تكون لدى النظارة الوصول إلى الشبكة وهي بعيدة عن Wi-Fi).
في داخل السيارة فقد الإظهار معقوليته، فبدلاً من الرحلة الواقعية رأيت تسقط على الحائط أمامي صورة منمذجة لقيادتي للسيارة. أخذت النظارة تفرض البيانات فوق الصورة. عندما "انطلقت" صوب المكان المقصود رأيت ما هي البيانات التي تعتبرها MINI و Qualcommمهمة بالنسبة للسائق. كانت سرعتي والحد الجاري من السرعة تعكس باستمرار تقريباً في القسم المركزي الأسفل من مجال البصر، وهذا شيء مريح ولكن ليس أسهل بكثير من النظرة السريعة إلى عداد السرعة الواقع في الأسفل. حين كنا نتجاوز مباني معينة كانت في زوايا الشاشة تنبثق بلاغات صغيرة التي تشير إلى المعالم. كما هو الحال في الكثير من أنظمة الملاحة يجوز ضبط النظارة لكي تشير إلى أماكن محطات البنزين وشيء آخر الذي تبحثون عنه، ولكنها في كل الأحوال لن تغمركم بالبيانات ولن تستر عنكم ما يجب رؤيته لضمان أمن القيادة.
اجعلوا مساركم صوب أحداث الموضة دون أن تسحبوا نظركم عن الطريق
الملاحة هي الجزء الأكبر من تجربة Augmented Vision إلى جانب الإشارات الصوتية العادية للانعطاف، أما الاتجاه فتشير إليه الأسهم المتحركة. ونقول مرة أخرى أنها لا تختلف كثيراً عن غيرها من منظومات الملاحة، ولكن الآن فعلاً لن تضطروا إلى أن تلهوا أنفسكم عن الطريق لتروا تلميحاً مرئياً إلى المكان المقصود. بمأ أنني حرمت من شعور الاتجاه وأعتمد غالباً على الأوامر الصوتية من GPS تعجبني فكرة أن أحصل بأمان أكثر على البيانات المرئية ولو أنه في الحياة الواقعية أية معلومات مفروضة في مجال البصر ستجعلني أضطرب أثناء القيادة.
كما أن نظارة Augmented Vision تبلغ كذلك عن وصول رسائل قصيرة، وعندئذ سيسنح لكم استخدام الأزرار على عجلة القيادة لتطلبوا من المنظومة بأن تقرأ لكم الرسائل. من دواعي الأمن لن تعكس المنظومة نص الرسالة القصيرة على النظارة وإنما سيتم قراءتها عبر النظام الصوتي للسيارة.
وجود الكاميرات في كل ركن من السيارة يعني أنه سيكون بمقدوركم النظر من خلالها مباشرة
الخدعة الأخيرة الجديرة بالذكر التي أرتني العرض التوضيحي هي نوع من "الرؤية بالأشعة السينية" يجوز بموجبها النظر "من خلال" السيارة ورؤية كل ما هو موجود خارجها. مثلاً بإمكانكم رؤية وضعية العجلات أثناء وضع السيارة في الموقف لكي تتأكدوا من أنكم لم تقفوا بسيارتكم على الرصيف أو تلاحظوا كرة السلة المتدحرجة بالقرب. تعمل المنظومة بفضل كاميرات كثيرة منصوبة خارج نموذج MINI المجهز خصيصاً، أي حينما ينظر السائق إلى باب السيارة تشغل الكاميرات وتظهر ما هو موجود خارجها. يوجد في القسم العلوي من النظارة جهاز استشعار الوضعية الذي يراقب حركة الرأس بالنسبة لصالون السيارة وهذا ما يجعل المنظومة تعمل. هذا شيء رائع جداً في موقف السيارات الممتلئ لتجنب إضرار السيارة أو أية أشياء تقع خارجها، لكن هذه الوظيفة أقل نفعاً (بل وربما قد تكون ملهية وخطرة) عند السرعة الكبيرة.
أخيراً وصلت إلى المكان المقصود الافتراضي، وألمحت لي النظارة إلى أقرب مكان فارغ حيث أستطيع أن أترك سيارتي، أما الرؤية بالأشعة السينية فجعلتني أقوم بأفضل توقيف للسيارة في حياتي بصورة متوازية تماماً، وهنا أحسست فعلاً بأن هذا الجهاز مفيد. عندما تخرجون من السيارة يعيد الجهاز وظيفة الملاحة للنظارة التي تساعدكم في المرحلة الأخيرة من الرحلة. في هذه اللحظة ظننت أنني أفضل أن أخلع السماعات وأتركها في مكان ما. فضلت لو أتركها في السيارة ولكني سأعجز عندئذ عن استخدام الملاحة أو النظارة لأجد سيارتي في طريق العودة. ربما هذا سينال من الراحة ولكنني بالتأكيد لا أريد أن أرتدي هذه النظارة الشبيهة بالتي يرتدونها المتزلجون على الجبال مع عناصر الواقع المكمل في أماكن عامة. أما إذا كان النموذج القادم من المنظومة غير مختلف مرئياً عن النظارة الشمسية فهذا شيء آخر.
في نهاية المطاف إن التجسيد الحالي هو ليس ذلك النظام الذي أنا على استعداد من استخدامه. Google Glass أفسدت بعض الشيء من سمعة هذه التكنولوجيا أما قيمة العرض نفسه فليست قوية جداً حتى الآن ناهيك عن المخاوف بأن الرسومات البيانية للواقع المكمل سيلهي عن النظر إلى الطريق. لكن MINI و Qualcomm تسرعان في الملاحظة بأن هذا النموذج قد أنشئ للتجارب فقط وهو ليس الذي سيتم توريده إلى السوق في الوقت القريب. ومع ذلك فالبيانات التي يجمعونها في هذا البحث ستستخدم حتماً في مشاريع جديدة، أما جاي رايت من Qualcomm فيوضح تماماً بأن النموذج المحدث من النظارة قد يكون متاحاً في المستقبل. أتمنى بأن الأبحاث ستساعد MINI و Qualcomm بأن يجدا للنظارة ذات واقع مكمل الاستخدام المناسب في السيارات ما سيقلب السوق رأساً على عقب. أما الآن فأنا أكتفي بالنظر إلى عداد السرعة بالطريقة العتيقة.