سامسونج لم تفقد كل شيء
REUTERS/Andrew Kelly
الصفحة الرئيسية التقنيات, سامسونج

تتمتع Samsung و HTC بما يجوز لهما معارضتها لـ Androidولكن يبدو أنهما لم تدركا ذلك حتى الآن.

"نماذج Android الآن ليست تلك التي كانت في السابق". لقد أعرب عن هذه الفرضية منذ فترة أحد الكتاب الصحفيين الذي يعمل في فرع الإلكترونيات المنزلية. وكان يقصد على وجه الخصوص الطبقة الجديدة من المنتجين مثل OnePlus و Xiaomi المستعدين (والقادرين) على بيع الهواتف المقارنة من حيث كيفيتها مع Samsungs و HTC ولكن ذات هامش أكثر دقة.

كان سبب التعليق ظهور أنظمة التشغيل الجديدة من Samsung — Galaxy Note 5 و Galaxy S6 Edge+التي هي بجوهرتها عبارة عن مجرد نسخ مكبرة عن Galaxy S6 و Galaxy S6 Edge المنتجة في هذا العام من قبل.

وقد عجزت هذه الأجهزة المقدمة بانفعال كبير توفير لـ Samsungالاختراق اللازم جداً للشركة الساعية نحو استعادة حصتها المفقودة من السوق.

جوهرياً ينحصر البرهان فيما يلي: إذا احتوت السوق على لاعبين يعرضون الطاقات مثل هذه وبهذه الأسعار المنخفضة فهل يوجد مستقبل لـ Android لدى منتجين OEM أي Samsung و HTC و LG؟

أطلق الكثيرون على OnePlus2 لقب "قاتل رواد السوق" نظراً لمواصفاتها الجيدة والأسعار المنخفضة نسبياً.

يطرح السؤال الأكثر من وجيه بالدرجة الأولى لاستناده على الشروط الواقعية التي تشكلت خلال عدة سنوات أخيرة: لقد واجهت Samsung و HTCولا سيما الأخيرة منهما انخفاضاً جدياً في الإيرادات (وفي الحال مع HTC المتعلقة كثيراً بالهواتف فقد واجهت كذلك رأسملة السوق) بسبب الشركات الصينية مثل Xiaomi و Huaweiالمستمرة في مسيرتها المنتصرة في الأسواق العالمية.

لنحفر أعمق من هذا

ولكن إذا ركزنا انتباهنا أكثر على القطعة العليا من السوق فسيتبين أن الشركات التي كانت منذ فترة وجيزة رائدة في هذا الفرع لم تفقد بعدها كل شيء وأن هذا يتعلق بنفس طبيعة سوق الهواتف الذكية الممتازة.

من وجهة نظر مجردة الهواتف هي فعلاً عبارة عن مجموعة من العناصر. الآن من السهل نسبياً العثور على القطع اللازمة وتجميع الجهاز الذي سيكون قادرا على التنافس على الأقل على الورق. لكن الهواتف يطورونها وينتجونها ليس في الخلاء، ومنتجو أجهزة أعلى درجات يستخدمون (أو يتوجب عليهم استخدام) الكثير من الطرائق لمنح منتجاتهم قيمة إضافية في أعين المستهلكين بغية تبرير الأسعار.

لنأخذ على سبيل المثال Apple تلك الشركة التي قلما تعرض أجهزة ذات أكثر التكنولوجيا تقدما وتميزا (شاشات Retina كانت حالة استثنائية ظاهرة تثبت القاعدة). ولكن رغم عدم رغبة الشركة في الكشف حتى عن المواصفات الواقعية لهواتفها الذكية معدل قياس الوقت الذي فيها وحجم ذاكرتها الرئيسية وما إلى ذلك تصبح في الغالب معروفة فقط نتيجة التطوير أو عبر تطبيقات الطرف الثالث للمقارنة المرجعية، وهذا أكثر الموردين للهواتف الذكية نجاحاً على الأرض.

لماذا؟ هذا لا يجوز أن يكون ما يسمى بـ"مجال تحريف الواقعية" لدى ستيف جوبس وذلك لأن الشركة قد توصلت إلى أفضل النتائج بعد سنوات من وفاته. ربما سيقول أحد بأن الأمر يعود إلى التصميم وإعارة انتباه كبير للتفاصيل عند التخطيط الذي يمنح iPhone جاذبية تكاد تكون شاملة (ربما هكذا كانوا يفكرون في Samsung حين أصدروا «iPhone 4» من أنفسهم أي سلسلة Galaxy لهذا العام المصمم في المعدن والزجاج).

تقدم آخر هواتف Samsung و Galaxy Note 5و Galaxy S6 Edge تصميما من أعلى مستوى باستخدام الزجاج والمعدن

رغم أن التصميم أيضاً هام دون شك كم نريد تصديق أولئك الذين يشيرون إلى النظام البيئي المشبع والمرتب بدقة الذي أنشأته Apple حول منتجاتها إن iTunes و App Store و iBooks وغيرها من التطبيقات فتخلف طابعاً بأن كل جهاز الشركة "مجرد يعمل" من العلبة مباشرة. هذا مفهوم قوي عالمياً حيث جوانب المعدات والبرمجة والخدمات في المجال الجوال مجزأة بدرجة كبيرة.

تشير الدلائل كلها أنها تتمتع بالجاذبية اللامحدودة لمعظم المستهلكين الذين لا يريدون أن يصبحوا "المهوسين بالهواتف" لينالوا العائد الكامل من أنظمة تشغيلهم.

وفي Google أيضاً يدركون ذلك فلذا منذ فترة يتعرض Play ماركت والنظام البيئي Android للمراقبة الدقيقة ما يخفف من الغموض الجديرة بالمنصة التي يعمل بها بالمعنى الحرفي مئات من المنتجين. عند شراء جهاز على طريقة Android ما زال المستخدم لا ينال هذا المستوى من التآزر التي تمنحها أجهزة Apple المصممة تصميماً دقيقاً، ولكن ما هو موجود حالياً تبين أنه يكفي ويزيد للاستيلاء إجمالاً على معظم سوق الاتصالات الموبايل.

سلاح Samsung القوي

غالباً ما تبدو Samsung خرقاء بعض الشيء في سعيها نحو التوصل إلى نفس المستوى من التكامل العمودي القاسي الذي على ما يبدو يسهل بالنسبة لـ Appleولكن ترسانتها أيضاً تحتوي على سلاح قوي ولو أنها عاجزة عن تقديمه بصورة مطلوبة، وهو المستوى المتفوق دوماً من التكنولوجيات.

فمثلآ تقدم Galaxy S6 Edge لا أقل من ثلاثة منجزات تكنولوجية هامة التي تتمتع بها Samsung حصرياً:

تلك هي التفوقات الواقعية والمحسوسة على المتنافسين أي الوظائف التي لن تتمتعوا بها من Xiaomi وذلك لأن Samsung تنتج عناصر بنفسها وتخلف أفضل التكنولوجيات لهواتفها الذكية. رغم ملايين الدولارات المصروفة على ترويج وإعلان عن هذه المنتجات فقط التسويق وحده يجوز اتهامه بالدلائل المخيبة للأمل في السوق.

المستهلكون يطلبون المزيد

يبدو أن HTC تعاني من نفس المشكلات مع التسويق وذلك لأن الشركة أيضاً تقع في الصفوف الأولى من المنجزات التكنولوجية والتصميمية (وذلك بقدر استطاعتها إذا أخذنا بالحسبان عجزها عن استخدام عناصرها الفريدة الخاصة بها مثل Samsung) ولكن عند محاولتها إقناعنا على شراء أجهزتها فإنها تعتمد لسبب ما على نجوم السينما. وهذه الاستراتيجية التي لحسن الحظ امتنعت عنها الشركة أخيراً تحاول اللعب على الغرائز المنخفضة لدى المستهلكين الذين يصبحون أكثر خبرة في الهواتف الذكية ويتوقعون منها أكثر وأكثر.

تسير Xiaomi بثقة نحو النجاح مع هواتفها الذكية المتاحة ومع ذلك مصممة جيداً مثل Mi Note

كان من الحماقة محاولة تحديد كل ما يعيق منتجي OEM الذين يصعب عليهم كثيراً الحفاظ على حيويتهم وأرباحهم في سوق الهواتف الذكية الحالية القاسية وعديمة الشفقة. ولكني أمتنع عن التصديق بأن كل المستهلكين دون استثناء يهتمون بجزداناتهم لدرجة أن التسعيرات المنخفضة والمواصفات العالية قد تزعزع من اعتياداتهم الشرائية.

مثلما الناس مستعدون على دفع على American Express آلاف الدولارات سنوياً لقاء حق تمليك Black Card والتسهيلات ذات صلة ثمة كثير من المستهلكين شديدي الانتقاد الذين ينظرون ليس فقط إلى المواصفات حين يصل الأمر إلى اختيار هاتف ذكي. لقد أثبتت Apple بأن الناس من هذا الصنف كثر لدرجة مثيرة للدهشة وأنه من المهم التعامل الجيد مع عواطفهم المشتركة وليس فقط مع تصورههم عن الكيفية.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق