الكواكب والأقمار الطبيعية التي تحوي مياها أكثر من المريخ.
من يهتم بالفضاء سُرَّ كثيرا بخبر ناسا عن وجود ماء سائل على سطح المريخ.
طبعا هذا الاكتشاف يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاحتمالات بشأن العيش على المريخ وهو من الحقائق الأولى التي تثبت الافتراض بأن على الكوكب الأحمر تظهر سيول من المياه السائلة موسميا.
هناك مشكلة واحدة فقط وهي أن السيول المائية على المريخ لا تقارن أبدا بكمية المياه السائلة على الأرض أو على الأجسام الأخرى في المجموعة الشمسية.
المياه التي وجدها خبراء ناسا تشبه "طبقات رقيقة من التربة المبللة"، كما صرح يوم الاثنين ألفريد ماك يوين، واحد من المشاركين في البحث الجديد المكرس للمياه على المريخ. ناسا تركز على المريخ فقط كمكان للعيش لأنه الأقرب إلى الأرض التي من الممكن شهدت حياتا في الماضي. لكن المجموعة الشمسية تحوي أجساما أخرى التي نظريا من الممكن أن تكون صالحة للحياة على الرغم من أنها أبعد عن الأرض بكثير.
المحيطات الكبيرة الممتلئة بالمادة السائلة من الممكن أن تتواجد على أجسام عديدة من المجموعة الشمسية ما يفقد المريخ أولويته، لأنه ليس الكوكب الأغنى بالمياه في الفضاء.
هنا عدة أجسام أخرى قد لا تحظى بالاهتمام الذي يحظى به المريخ، لكن من الممكن أنها تحوي ماءا أكثر من المريخ.
1. إنسيلادوس
صورة مرسلة من المسبار الفضائي "كاسسيني" عام 2014 لنضحات تخرج إلى السطح على المدار الجنوبي لإنسيلادوس
في وقت مبكر من هذا العام أكد المسبار "كاسسيني" أن قمر زحل إنسيلادوس يحوي تحت القشرة الجليدية محيطا كبيرا، يغطي كل مساحته أما التصدعات على محوره الجنوبي تعطي الفرصة لنضحات المياه بالخروج مع الجليد إلى الفضاء الخارجي.
من الممكن أن "كاسسيني" سيستطيع "تجربة" المياه من إحدى النضحات قبل إنهاء مهمته عام 2017. إذ أن في 28 أوكتوبر سيمر المسبار على مقربة من إنسيلادوس، ستبلغ المساحة 48 كم من سطح قمر زحل.
بفضل هذا سيحاول العلماء تحديد مكونات المياه في المحيط ويستخلصوا نتائجا حول إمكانية العيش على إنسيلادوس.
2. غانيمادس
أكبر قمر للمشتري
هناك دلائل تشير إلى أن قمر المشتري غانيمادس يحوي على محيط عميق ومالح الذي يتوضع تحت طبقة علوية والذي يمكن أن يحوي على حياة. تدل معلومات ناسا أن عمق المحيط تشكل نحو 100كم وهذا أكثر بكثير من عمق المحيطات على الأرض.
العلماء الذين يستخدمون مرصد هابل الفضائي اكتشفوا أن قسما من هذه المياه يمكن أن يخرج إلى السطح من خلال تصدعات في القشرة الجليدية. يقول أحد رؤساء البرامج العلمية في الناسا جون غرانسفيلد:
" المحيط العميق تحت القشرة الجليدية لغانيمادس يوفر إمكانيات خيالية لوجود الحياة خارج الأرض".
3. أوروبا
قمر آخر للمشتري المُسمى أوروبا يمكن أن يحوي محيطا كبيرا تحت القشرة الخارجية.
الملح يخرج من هذا المحيط إلى السطح ويشكل تحت ضوء الشمس خطوطا داكنة تظهر على الصورة. لكن وجود المياه ليس الشرط الرئيسي لظهور الحياة. قال الخبير كيفن هاند في مايو لـ Mashable:4:
" البيئة المناسبة للعيش يجب أن تجمع بين المياه بتركيب كيميائي محدد والطاقة لتشكيل وتطور الأجسام. الملح مؤشر ممتاز لتسرب المياه من بين الأحجار وتسييل المكونات اللازمة منها".
احتمال وجود محيط فوق سطح أوروبا ألهم منتجي الفيلم الوثائقي "أوروبا" الذي ركز (من دون مبالغة) على احتمال وجود حياة في الماء التي قد تظهر من خلال القشرة الجليدية.
4. تيتان
القمر البرتقالي تيتان يختبئ وراء حلقتي زحل. واحد من الأقمار الـ62 لزحل أبيميتاي يظهر أمام الحلقتين مباشرة.
القمر الأكبر لزحل تيتان يمكن أن يحتوي محيطا ضخما مالحا تحت قشرة. المسبار "كاسسيني" اكتشف أن هذا المحيط، على الأغلب، مالح كملوحة البحر الميت على الأرض.
على الأرجح هناك أيضا تحت قشرة التيتان بحار من الميتان والهيدروكربونات الأخرى التي تتوضع على سطح القمر وهذا الجسم الوحيد في المجموعة الشمسية الذي، عدا الشمس، الذي يحوي على سطحه مساحات كبيرة سائلة.
5. يمكن بلوتو أيضا
صورة بلوتو الملونة التي حصلت عليها ناسا من خلال جهاز "New Horizons" في 14 يوليو 2015
المعلومات من "New Horizons" تقدم حقائق تجعل ممكنا وجود محيط تحت القشرة الجليدية لبلوتو.
سطح بلوتو الذي بدا حديثا جعلت بعض العلماء يتقدمون باحتمالات تتحدث عن وجود محيط على هذا الكوكب الصغير الذي يؤدي إلى تحركات جيولوجية. بفضل هذه التحركات ظهرت جبال من المياه الجليدية بحجم جبال روكي في الولايات المتحدة ومثلجات من الآزوت.
لا يوجد لدى العلماء إثباتات مباشرة لوجود محيط تحت السطح، لكن تستخدم هذه الفكرة في محاولات شرح التكوينات الغريبة التي من الممكن رؤيتها على هذا الكوكب الصغير. ويليام ماككينون، واحد من مصممي "New Horizons" كتب في تقريره لـMIT:
"كل النشاط الذي نشاهده تتطابق توقعاتنا عن وجود لب حجري كبير في بلوتو محاط بقشرة جليدية. هذا يزيد من احتمال وجود محيط تحت قشرة سميكة من الجليد".