مايكروسوفت تسعى إلى احتلال جزء من السوق ولا تستطيع ان تفعل هذا دون أن تؤذي الحلفاء السابقين.
السياح الذين يتجولون في متجر Microsoft (NASDAQ: MSFT) الجديد في مانهاتن قد لا يدركون إلا أنهم ينظرون إلى أحجية الصور المقطوعة الاستراتيجية للعملاق التكنولوجي.
يوم الاثنين في الشارع الخامس المعروف في نيويورك افتتحت مايكروسوفت متجرها بطوابير من الزوار والموسيقا الصاخبة والكاميرات التلفزيونية. يشبه هذا الوضع افتتاح متاجر أبل (المكعب الزجاجي من أبل في الشارع الخامس يقع على بعد عدة أحياء).
في داخل الدور الرئيسي مكرس لمنتجات مايكروسوفت كـ Surface وبالدرجة الثانية الزملاء القدامى للشركة كـDell، ولا عجب في هذا، إذ أن اللوحة أعلى المتجر تشير إلى مايكروسوفت. على الرغم من هذا يذكر المتجر مرة أخرى أن حواسيب الشركة لا تزال جديدة ومايكروسوفت وزملاؤها لم يتعودا على الوضع الجديد بعد.
للفترة الأطول في تاريخها الذي امتد لـ40 عاما، حتى 2012 عندما عرضت الشركة Surface لأول مرة الذي يجمع بين الحاسوب الشخصي والتابلت، كانت الشركة تركز على تصنيع أنظمة التشغيل للحواسيب الشخصية أما عملية التصميم والتصنيع وبين الحواسيب كانت على عاتق شركائها كـ Hewlett-Packard. جلبت السنة المالية، التي انتهت في يونيو، مبيعات كبيرة لـSurface بمبلغ 3.6 مليار دولار، في حين أنه في السابق نصف المبلغ على الأقل ذهب للشركاء الذين يقومون ببيع أجهزة الكمبيوتر.
تحظى مايكروسوفت على تقدير لأنها تستخدم Surface كمنصة لتجريب الأفكار الجديدة لشكل الجهاز المحتمل. هذه فكرة جيدة في وقت تنتج فيه الشركات أجهزة متشابهة تجعل الأشخاص يفضلون شراء الهواتف الذكية الجديدة أو أجهزة أخرى.
على الرغم من ذلك متجر مايكروسوفت والعديد من الإعلانات التي تمدح الكمبيوتر الشخصي الجديد Surface Book توضح أن الشركة تسعى بحذر إلى الإعلان عن منتجاتها الجديدة ساعية إلى التوازن بين منتجاتها ومنتجات الشركات الأخرى. لكن، على الرغم من عدم وجود أخبار رسمية، هناك شعور بأن مايكروسوفت تتحول من شريك إلى منافس وهناك استياء عام يسود الأجواء.
قال مايكل ديل الإسبوع الماضي بشأن منتجات مايكروسوفت، خلال مقابلته المشتركة مع ساتيا ناديلا في مؤتمر Dell World، أن مايكروسوفت أصبحت عملاقا أخلى الطريق لأجهزة بنظام الويندوز. إطراء جيد! ثم قال ما يلي حاصلا على إعجاب الجمهور:
" حجم المبيعات ليس كبيرا بينما الأسعار مرتفعة. وهذا رائع".
قد لا تخاطر مايكروسوفت كثيرا إذا قامت بإلغاء الشراكة في مجال الحواسيب الشخصية، إذ أنها المتصدرة في هذا المجال. أما في مجال الهواتف الذكية فتحتاج إلى أي مساعدة ممكنة.
اعترف ناديلا الصيف المقبل أنه على الشركة أن تعيد تنظيم سياستها في مجال الهواتف الذكية لـОС Windows ما أدى إلى شراكة مع منتجي أنظمة التشغيل للأجهزة الحديثة. كما كتب ناديلا مايكروسوفت بحاجة إلى " نظام ويندوز بيئي حي". إذا لم تفهموا المعنى ها هي الترجمة: " من فضلكم ليبدأ أحدكم بإنتاج هواتف ذكية لويندوز غيرنا".
من وجهة نظر سامسونغ و HTC والمنتجين الآخرين تركيز مايكروسوفت على أجهزة حواسيب من إنتاجها يمكن أن يؤدي إلى نتائج متباينة. حاولت سامسونغ أن تنافس العملاق التكنولوجي حول العقود عند دخوله إلى سوق الهواتف الذكية من إنتاجه. من الواضح أن أغلبية هواتف مايكروسوفت كانت تُنتج لويندوز ولم يكن عددها كبيرا. عند الأخذ بالاعتبار الحادثة الأخيرة لدى منتجي الهواتف الذكية الحق في القلق حول أن مايكروسوفت بقيادة ناديلا يمكن أن تحتل أقساما جديدة من السوق إذا لم يقف المنافسون على مواقفهم بصلابة.
لنعد إلى المتجر. من الممكن أنكم لم تعرفوا أبدا أن لدى مايكروسوفت متاجر تجزئة مثل أبل. الآن يوجد أكثر من 110 متجر لمايكروسوفت، بالدرجة الأولى في المراكز التجارية وأغلبية الزائرين من الأطفال الذين يرغبوت باللعب بـXbox.
حتى الآن لم تضطر مايكروسوفت إثبات توفق استراتيجيتها في البيع. لم تعلن الشركة أبدا عن حجم المبيعات في المتاجر أو تكاليفها لتخديمها. على الأغلب تتبع مايكروسوفت طريق منافسها الأول حتى أن لديها ذات الطاولات الخشبية وذات طريقة التعامل مع الزبائن كما في متاجر أبل التي بلغ عددها 450 متجرا في شهر يونيو في العالم كله.
طبعا لا يقوم أحد بنسخ طريقة أبل في الأعمال ولا أحد يؤكد أن الشركة تقوم بجذب الأموال التي يجب أن تذهب إلى الشركات الأخرى. لكن على مايكروسوفت أن تحل مشكلة صعبة وأن تتأكد من متاجرها الجديدة والأجهزة الجديدة لن تؤثر على الشركاء الذين سيتابعون شراء نظام التشغيل.