هل ينبغي تعلم اللغة الأجنبية باستخدام أيفون؟
الصفحة الرئيسية التقنيات

ما هو مدى تغير المناهج التعليمية فيما يخص مسألة تعليم اللغات الأجنبية وماذا يقول الباحثون في هذا السياق؟

من يوم إلى يوم تصبح التطبيقات للهواتف الذكية أكثر شعبية وطلبا في الوقت الحالي. تتحدث وسائل الإعلام عن مثل هذه التطبيقات التعليمية كثيرا وتشير نقلا عن تصريحات مطوري البرامج الذكية إلى أن كل شخص يملك الهاتف الذكي يمكنهم تعلم اللغة الأجنبية الجديدة بوحده. يلاحظ المطورون أنهم ينطلقون في برمجياتهم من أكثر التكنولوجيا تقدما مثل خوارزميات تتكيف لسرعة تعلم اللغة الأجنبية لكل مستخد بشكل منفرد في تطبيق Duolingo(يعني ذلك أن التطبيق سوف يعرض على المستخدم مرة بعد مرة تلك الكلمات التي لم يذكرها المستخدم بعدُ). يبدو أن هذا شيء مذهل. ولكن هل يقدر الهاتف الذكي على مساعدتنا في تعلم اللغة الأجنبية بالفعل؟ تذكرنا كيف كانت تتغير المناهج التعليمية على مر السنوات العديدة وما هي النتائج التي قد وصل إليها الباحثون.

لمحة تاريخية موجزة

واحد من أول المناهج التعليمية التي كانت ولا تزال تتمتع بحويتها حتى اليوم منهج القواعد والترجمة

تكونت هذه المنهجية في الخمسينيات من القرن العشرين وتعتبر طريقة تقليدية لتعلم اللغات.كما يشار في تسمية هذا المنهج إنه يركز على مبدأ ترجمة الجُمل والتعليم لقواعد النحو والصرف. في حقيقة الأمرهذا لا أكثر من مذاكرة. استخدام هذه المنهجية أدى إلى نشوء جيل خاص من السواح الذي يمكنهم تصريف الأفعال الفرنسية الصعبة ولكنهم عاجزون عن التكلم بالمواضيع البسيطة مع أهل باريس.

بعد الحرب العالمية الثانية انتشرت منهجية أخرى تعتمد على التكرار المستمر ومذاكرة الأنماط والمقاطع الصوتية.

كانت هذه الطريقة تعتمد بشكل جزئي على تصور مفاده أن عن طريق التشجيع والثناء يمكن استيعاب مهارات معينة وأنه يجب التركيز على القواعد والأنماط عند تعلم اللغة الأجنبية. انطلاقا من هذا المبدأ كان الطلاب مجبرون على تكرار الجمل. كانت هذه المنهجية تستخدم في القوات البرية الأمريكية كثيرا حيث أطلق عليها اسم خاص وهو "منهجية الجيش". تبين أن الأمر هنا ليس في المنهجية ولكنه في تحفيز الطلبة. حافز العسكري أعلى بكثير من الأسباب الدافعة للطالب. يجلس الطلاب سنوات عديدة في قاعات دراسية ويكررون مرارا وتكرارا قواعدا وجملا تقولها المدرسة. وبعد ذلك يتوجهون إلى فرنسا مثلا ويمكنهم قول جملة واحدة «la plume de ma tante est sur la table» (قلم عمتي على الطاولة). لا شك في أن مثل هذه الجمل لا تساعد كثيرا في المطاعم الفرنسية.

في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ظهرت العديد من المناهج التعليمية الإنسانية الشمولية فيما يخص تعلم اللغة الأجنبية

كانت المناهج الحديثة تتراوح ما بين منهج الصمت المدهش (حيث لا يشارك المدرس في الحديث) ومنهجية لا يمكن ثقة فيها تعتمد على دور الوالد الذي يلعبه المدرس ودول الطفل الذي يلعبه التلميذ حيث يقرؤون محادثات دراسية طويلة بمرافقة الموسيقى. كان يعترض بعض الطلاب على هذه المنهجية أو اللعبة على أساس التحليل النفسي وكانت هناك نسبة من الطلبة الذين كانوا يوافقون على ذلك. ولكن كل هذا ليس مهما لأن الطلاب لم يقدروا على طلب الغداء في أي مطعم فرنسي مثلا.

ومع مرور الأيام أدرك المعلمون ضرورة رفض طريقة المذاكرة المباشرة لصالح المنهج التواصلي

المنهج التواصلي هو تسمية مشتركة للعديد من المنهجيات لتعلم اللغة الأجنبية التي كانت تعتمد على إدراك أن اللغة الأجنبية هي أداة التواصل الاجتماعي وليست نظاما.

خلاصة القول هنا أنه عندما نتحدث مع أجنبي يمكن استخدام القواعد النحوية الصحيحة وهذا شيء جيد جدا ولكنه ليس أمرا ملزما. من الأسوأ إذا كنا نستخدم الجمل الصحيحة من ناحية النحو والصرف ولكن النطق كان فظيعا وغير مفهوم. وأسوأ من ذلك هو خوف ارتكاب الخطأ النحوي الذي يمكن أن يؤدي إلى الخوف من التحدث مع شخص آخر بشكل عام وهذا أمر غير مقبول.

الأفضل في المنهج التواصلي هو في أن هذه المنهجية مثل اللغة يمكن تطويرها و تطورها وتحديثها بأفكار جديدة. كل ما ابتكره المعلمون السابقون يمكن الاستفادة من هذه الخبرة الفريدة في إطار عملية التعليم اليوم: إذا كانت التقنية الجديدة تساعد في التحدث أكثر ثقة مع بعض البعض ويعني ذلك أن هذه التكنولوجيا ذات فائدة تطبيقية.

تطبيقات تعليمية هي فقط أساس ووسيلة مفيدة

لا يمكن أن ينكر أحد أنه من أجل تعليم اللغة الأجنبية يجب بذل الجهود الكبيرة لاستيعات واتسفادة من المفردات الجديدة. ومن ناحية التطبيق التعليمي للهاتف الذكي تعتبر هذه التطبيقات من عدد الوسائل الفعالية حيث تذكّرنا عن ضرورة تعلم كلمة جديدة كل يوم. وتقوم هذه التطبيقات بتحفيز المستخدم للإنجازات الجديدة اليومية. من أجل تنفيذ مهمة بسيطة يحتاج المستخد إلى القليل من الوقت ويمكنه التعلم في أوقات مع فنجان القهوة في الصباح وبدون قضاء وقت شخصي.

هناك فائدة في مثل هذه التطبيقات والبرامج لكل من يرغب في تعلم اللغة الأجنبية.والأهم هنا أن هذه التطبيقات يمكن أن تصبح بديلا لدورات لغوية أو خدمات مدرس خاص. وباستخدام هذه البرامج سوف تتعلم الكلمات الأساسية والقواعد الرئيسية ولكنه من غير المرجح أنه سوف يقدر على التكلم مع شخص أجنبي في شارع. إن التطبيق هو أحسن من عدم وجود شيء ولكنه هناك منهجيات تعليمية أكثر فعالية.

مع ذلك لا شك في أن معرفة اللغة الأجنبية سوف تفتح أمامكم آفاقا جديدة. وإذا كان من الممكن توسيع نطاق محو الأمية في العالم عن طريق استخدام هذه التطبيقات فيمكن أن نقدم كل شكرنا وتقديرنا لمطوري هذه البرامج التعليمية.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق