تعمل الشركة على زيادة أمن السيارة وتزيد من إمكانيات جهاز القيادة.
قدمت شركة Tesla Motors (NASDAQ: Tesla Motors [TSLA]) يوم الأحد نسخة جديدة من برمجيات النظام ذاتي القيادة الذي يعتمد الآن بشكل كبير على الرادار عوضا عن الكاميرات في قيادة المركبة. هذا النظام كان يمكن أن ينقذ حياة السائق الذي قضى في حادث السير في مايو حسب ما صرح المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
سُلط الضوء على شركة Tesla منذ أن توفي جوشوا براون، الضابط السابق في المشاة البحرية الأمريكية، في حادث سير بعد أن قامن سيارته Tesla Model S بالانزلاق تحت عربة بنصف مقطورة على الطريق السريع في ولاية فلوريدا. حسب البيانات براون وجهاز القيادة الذاتي لم يلحظا المقطورة البيضاء على خلفية السماء المضاءة ولم يحاول أحد منهما التوقف.
أكبر تغيير في النسخة الجديدة لنظام Autopilot 8.0 هو الدور الرائد للرادار الذي استخدم منذ أكتوبر عام 2014 كإضافة إلى الكاميرات، حسب ما صرح به ماسك في مدونته يوم الأحد. عند إجابته على أسئلة الصحفيين أثناء المؤتمر الصحفي أشار ماسك إلى أن إشارة الرادار القوية وبيانات الـGPS كان بإمكانهما أن ينقذا حياة براون.
"نعتقد أنه كان سيلاحظ شيئا حديدا كبيرا في منتصف الطريق. ولأنه يعرف أنه ليست هناك إشارات مرورية فوق الطريق في هذا المكان كانت السيارة ستتوقف".
الرادار المقوى
التغير المهم الآخر هو توقف نظام عجلة القيادة عن العمل في حال تجاهل السائق عدة مرات تنبيه وضع اليدين على المقود.
قال ماسك للصحفيين: "أنا متأكد من أن هذا سيصبح تحسينا هاما".
هبطت أسهم Tesla هذا العام بـ19% وتداولت على مستوى 194.47 دولارا للسهم عند إغلاق السوق يوم الجمعة. عدا المخاوف المتعلقة بنظام القيادة الذاتي، ينظر بعض المستثمرون بسلبية إلى عملية الشراء المقبلة لشركة SolarCity (NASDAQ: SCTY) المنتجة لأنظمة الطاقة والتي لا تعود بأرباح حتى الآن.
التعليم المشترك
حسب تصريحات Tesla يستطيع النظام ذاتي القيادة نسخة 8.0 أن يتعرف على أجسام عديدة كالشاحنات التي تتجاوز الطريق وأكوام الخردة وحتى الأجسام الطائرة المجهولة وأن يتجنب الاصطدام في حال لم يستطع النظام أم يحدد الجسم. كما كُتب في المدونة سيتطيع الرادار "أن يكون الجهاز الأساسي للملاحة" بدلا من أن يكون إضافة إلى الكاميرا فقط.
تضم التجديدات أيضا اتصالا أوتوماتيكيا بين السيارة ونظام الـGPS. سيسمح هذا بإنشاء دليل من الأجسام الغير متحركة التي حددها الرادار، على سبيل المثال الإشارات المرورية المعلقة فوق الطريق، لمنع التحذيرات الزائفة للسائقين الآخرين.
على الرغم من كل التساؤلات "التعليم المشترك" الذي ستستخدمه شركة Tesla سيسمح بتطوير التكنولوجيا سريعا، هذا ما يعتقده والكر سميت، بروفسور الحقوق في جامعة كارولينا الجنوبية ومؤلف العديد من الأعمال المكرسة للمسؤولية في مجال القيادة الذاتية. الأعداد المتزايدة للسيارات ذاتية القيادة من Tesla، يبلغ عددها الآن 90 ألفا على الأقل، تقطع كل يوم مسافة 2.4 مليون كم تقريبا. يقول سميت:
"تستخدم Tesla السائقين لتعليم البرمجيات. هؤلاء السائقون لا يعلمون سياراتهم فقط، بل وكل سيارات Tesla الأخرى التعرف على الأجسام في الطريق".
الثقة في النفس قاتلة
قال ماسك أن الحوادث المتعلقة بالقيادة الذاتية ممكنة بنسبة أكبر لدى السائقين الذين يستخدمون هذه التقنية الجديدة لفترة من الزمن:
"لا تحدث الحوادث لدى المبتدئين بل لدى المستخدمين القدامى الذين يبدؤون يشعرون بثقة أكثر ويمكنهم أن يتجاهلوا ولعدة مرات تحذيرات النظام".
بظهور آخر تحديث في نظام المقود الأوتوماتيكي Autosteer ستشدد المراقبة على إمساك السائق لعجلة القيادة. في حال لم يمسك السائق العجلة بعد عدة تحذيرات سيشتعل الإنذار وتنخفض السرعة وتتوقف السيارة. لا يمكن إعادة تشغيل نظام Autosteer قبل ركن السيارة في الموقف.
الحكومة الأمريكية تعمل على إصدار قوانين ستحدد عمل المصممين، الذين يتسابقون فيما بينهم، لعرض السيارات ذاتية القيادة في السوق.
في حين تتبع شركتا Ford Motor (NYSE: Ford Motor Company [F]) و Alphabet (NASDAQ: Alphabet Class A [GOOGL]) مبدأ "كل شيء أو لا شيء"، وتؤكدان على نظام إدارة السيارة الأوتوماتيكي هو النظام الوحيد الآمن، قامت Tesla بعرض تقنية تساعد السائق. تقريبا 1000 زبون من زبائن Tesla يشارك في برنامج "التجريب المبكر" الذي يسمح بتجريب التحديثات الجديدة وتقييمها قبل أن تصبح متاحة للجميع.
حسب بيانات الإدراة المركزية لسلامة السير في الولايات المتحدة ما يقارب 35.2 ألف شخص لقيوا حتفهم في حوادث سير في الولايات المتحدة عام 2015. سبب أغلبية الحوادث 94% هو أخطاء السائقين. الجهات الحكومية المعنية ترغب في جعل تصرفات السائقين أكثر أمنا وفي ذات الوقت ترغب في دعم التكنولوجيا الجديدة التي ستحمي الإنسان في حال الحوادث وستساهم في تجنبها.
في دفاعه عن نظام القيادة الذاتي قال إيلون ماسك أن سيارات Tesla في المجمل تجاوزت حوالي 320 مليون كم بمساعدة نظام القيادة الذاتي وحظر استخدام هذه التقنية سيكون "خطأ شنيعا. قال:
"يمكننا أن نقول قولا واحد أن نظام القيادة الذاتي يزيد من سلامة السير. وبإدخال التحديثات يزيدها أكثر".