خمسة أسباب لماذا لن تستولي الروبوتات على العالم
الصفحة الرئيسية التقنيات, الذكاء الصنعي

حدث العلماء من جامعة الدانمارك الجنوبية لماذا ما زالت الروبوتية بعيدة عن الكمال.

العلماء معروفون بميلهم نحو التنبؤات الكئيبة للمستقبل وأضحت الروبوتات المشؤومة في دائرة الضوء الآن حين بات الذكاء الاصطناعي حيلة تسويقية لشركات كثيرة.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة كان يعتبر أننا سنرى قريباً السيارات الطائرة، وأنه في نهاية القرن العشرين ستحل الطاقة الحرارية النووية كل مشكلات الأرض. بعد مضي سبعين عاماً لم نكد نقترب إلى أي من هذه التنبؤات.

ولكن لنعد إلى المخاوف بأن الروبوتات ستسولي على العالم، والتي يثيرها بنشاط ناس أمثال إيلون ماسك.

ينبئ المتشائمون بأن الروبوتات ستحرم الناس من أماكن عملهم في كل العالم، وليس فقط في الإنتاج الصناعي. إنهم يتخوفون من ظهور الرجال الآليين الصحفيين والأطباء والحقوقيين الذين سيحلون محل الناس الخبراء. وبنتيجة تفكك الطبقة الوسطى في العالم سينتشر الفقر الشامل وعدم الاستقرار السياسي.

ويستعد المتفائلون لليسر حيث ستحل كل المشكلات المنهكة في العلاقات بين البشر بمساعدة الروبوتات التي ستصبح بديلاً لهم. سترضي حاجياتنا الأساسية ورغباتنا السرية، وسيغدو مفهوم "العمل" من بقايا الماضي.

بيد أن المتشائمين يجوز أن يريحوا بالهم أما المتفائلين فعليهم تهدئة تحمسهم. نعتبر بصفتنا خبراء في مجال الروبوتية أن مساهمة الروبوتات في حياتنا سيزداد في المستقبل، ولكن خلال العقدين القادمين على الأقل ستبقى آلات لا أكثر.

وسبب ذلك أن الروبوتات عليها أن تسلك سبيلاً طويلاً قبل أن تتمكن من إتقان المهارات البشرية الأساسية. نقدم خمسة أسباب تحول دون استيلاء الروبوتات على العالم في المستقبل المنظور.

1. الأيدي البشرية

ما زال العلماء بعيدون عن تجسيد أيدي الناس. مناور الروبوتات الصناعية الحالية خرقاء للغاية. أما الأيدي الميكانيكية الدقيقة أكثر المصممة في المخابر ليست مأمونة بما فيها الكفاية وتفتقد المهارة الخاصة بالأطراف البشرية.

2. الإدراك باللمس

حتى الآن لا توجد مماثلات اصطناعية لجلود الناس والحيوانات ذات الخلايا التي تحس باللمس. تحتاج المناورات المعقدة إلى هذا التنوع اللمسي. عدا ذلك لا تقارن البرمجة التي تعالج الإشارات الداخلة في الروبوتات أبداً مع الدماغ البشري حين يصل الأمر إلى تأويل ورد فعل على الإشارات الآتية من أجهزة استشعار اللمس.

3. التحكم بالحركات

حتى لو كانت لديك أيدي اصطناعية ليست أقل شأناً من الأيدي البشرية، وكذلك جلد اصطناعي حساس كان لا بد بأي حال من الأحوال تصميم طريقة التحكم بها. في هذا الحال فقط ستتمكن الروبوتات من التفاعل شأنها شأن الكائنات البشرية. يتعلم الأطفال كل هذه المهارات خلال سنوات وكيفية هذا التعلم غير معروف إلى الآن.

4. التفاعل بين الناس والروبوتات

تعتمد المعاشرة بين الناس على أنظمة إدراك الكلام والأشياء وغيرها من الأحاسيس كحاسة الشم والذوق واللمس. رغم التقدم الملحوظ في إدراك كلام الكائنات لا يمكن استخدام المنظومات الموجودة في حال الحاجة إلى عمل سريع إلا تحت الإشراف البشري.

5. الفكر السليم

ليس كل ما هو جائز فنياً ينبغي تجسيده. والفكر السليم قد يجعلنا نمتنع عن إنشاء روبوتات كهذه بسبب خطرها المحتمل على المجتمع. إذا تم التغلب خلال السنوات الكثيرة المقبلة على المشكلات التكنولوجية المذكورة أعلاه وأصبحت الروبوتات الشبيهة بالبشر واقعاً يجوز أن تمنع ظهورها المحظورات المناسبة.

نحن نصمم في مشروعنا البحثي SMOOTH الروبوتات التي ستقدر على العمل في بيوت العجائز اعتباراً من عام 2022. ستقوم هذه الروبوتات بالعمل السطحي المتعلق بالتفاعل مع الإنسان كنقل الألبسة الداخلية أو توزيع مياه الشرب أو مصاحبة النزلاء إلى مائدة الغداء.

كان لا بد من تبسيط الروبوتات وكذلك انتقاء الوظائف التي يجوز أن تقوم بها بدقة من أجل ضمان المنتج الناجح تجارياً خلال السنوات الأربع القادمة.

لم يستهدف نهجنا حل المشكلات الثلاث الأولى من منح الرجال الآليين الأيدي المماثلة للأيدي البشرية واللمس والتحكم، وإنما كان يستهدف عند حل المشكلة الرابعة ألا وهي التفاعل بين الناس والروبوتات التهرب قدر الإمكان من القيود الجديرة بالآلات في هذه المرحلة من تطورها.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق