نحدث لماذا العملات المشفرة معرضة لمخاطرة الإنفاق المزدوج، وكيف يحمي البلوكشين من هذا الخطر وإلى كم الاحتمال أن القراصنة سيتمكنون من استخدام هذا السلاح كبير.
من بين المشكلات الهامة التي ظهرت مع انتشار العملات المشفرة هي إمكانية حدوث الإنفاق المزدوج، أي الحالات حين يتم إنفاق العملة المشفرة مرتان.
لا يهدد هذا الخطر العملات المادية لتعذر نسخها بسهولة، إذ بقدرة المشاركين في المعاملات التحقق من أصالة المال فوراً. أما مع العملة المشفرة توجد إمكانية أن المالك يمكنه أن ينسخ توكنه الرقمي ويرسله للبائع أو أي شريك آخر مع الحفاظ على الأصل لنفسه.
ظهرت المشكلة لأول مرة مع أشهر عملة مشفرة وهي البيتكوين (Bitcoin) وذلك لأنه في هذا النظام ليس ثمة هيئة إدارية مركزية تشرف على الإنفاق المزدوج. على كل حال توجد لدى البيتكوين آلية تسجيل المعاملات التي يمكن بفضلها معاينة أي فعل.
يطلب البيتكوين أن تسجل كل المعاملات دون استثناء في المجلة العامة ألا وهي البلوكشين ما يضمن استحالة الإنفاق المزدوج وغيره من أنواع الاحتيال. تضاف المعاملات الجديدة إلى البلوكشين باستمرار لذا فهو ينمو.
تحتاج معالجة المعاملة إلى بعض الوقت لحاجتها إلى الحوسبات الكثيفة، أما تكرار أو تزوير البلوكشين فصعب وذلك لأن هذا يحتاج إلى قوى الحوسبة الضخمة.
حاول القراصنة غير مرة تجاوز نظام التحقق من معاملات البيتكوين بطريقة حوسبة السلسلة البديلة للكتل أو بمساعدة الإنفاق المزدوج حيث ترسل للبائع نسخة واحدة من السجل وإلى الشبكة العامة نسخة أخرى. على كل حال لم تكن كل هذه المحاولات ناجحة جداً وسرقت معظم البيتكوينات ليس عقب الإنفاق المزدوج الناجح وإنما مجرد لأن المستخدمين لم يتخذوا التدابير الأمنية عند خزن العملة المشفرة.
أكبر مخاطرة متعلقة بالإنفاق المزدوج هي حدوث الهجوم 51% الذي قد يصبح ممكناً إذا استولى المستخدم أو مجموعة من المستخدمين على أكثر من 50% من قوة الحوسبة للشبكة. في هذا الحال يمكنه تزوير البلوكشين وإنفاق البيتكوينات عدة مرات متظاهراً أن المعاملة الأولى لم تحدث قط. على كل حال برأي الخبراء الهجوم 51% هو الخطر الموجود دوماً ولكنه لن يتحقق أبداً.