كل ما على المبتدئ معرفته عن سوق العملات المشفرة ومبادئ الاستثمار. نحدث اليوم عن كيفية حساب إمكانية الصفقة.
حساب إمكانية الصفقة وبالذات مخاطرها/ ربحها المكون الأهم لإدارة المخاطرة الذي لا يمكن من دونه ممارسة التجارة الناجحة. ثمة طرق كثيرة لتقدير المخاطرة وهي تستخدم غالباً في سوق الأسهم والسوق العاجلة، أما نحن سندرس الطريقة الأبسط التي تستخدم في سوق العملات المشفرة.
يستخدم التناسب بين المخاطرة والربح لتقدير إمكانية الربح في الصفقة بالنسبة للخسارة المحتملة.
تحدد المخاطرة بمذكرة وقف الخسارة وهي عبارة عن الفرق بين نقطة الدخول إلى الموقف ومذكرة الوقف هذه. يستخدم الربح الهادف للتحديد المسبق لنقطة الخروج أو ما يسمى بجني الأرباح في الحال إذا كان مسار الصفقة إيجابياً. يمثل الربح الممكن في الصفقة الفرق بين الربح الهادف وثمن الدخول.
إذا كان التاجر يشتري اللايتكوين بـ50 دولار ويقدم مذكرة الوقف بـ40 دولار ويضبط جني الربح على مستوى 75 دولار تبلغ المخاطرة في هذه الصفقة 10 دولارات (50 دولار - 40 دولار) ، أما إمكانية الربح 25 دولار (75 دولار - 50 دولار) دولار.
عند مقارنتنا بين المخاطرة والربح الممكن نحصل على النسبة: المخاطرة/ الربح = 10 دولار/25 دولار = 0,4.
في هذه الحالة كل شيء في غاية البساطة:
- إذا كان المعامل أكثر من 1 هذا يعني أن المخاطرة أكبر من الربح الممكن في الصفقة.
- إذا كان المعامل أقل من 1 هذا يعني أن إمكانية الربح تتجاوز على حجم المخاطرة.
يبدو للوهلة الأولى أنه ينبغي السعي إلى أن تكون المخاطرة معادلة لمحصل 0,1 أو على الأكثر 0,2 ولكن الأمر هنا أكثر تعقيداً. لا غنى عن الفهم أنه في ظروف المخاطرة المنخفضة كهذه سيزداد احتمال إغلاق الموقف وفقاً لوقف الخسارة بالتناسب العكسي. وبالتالي يجوز أن تظهر الحالة حين تثبت الأغلبية الساحقة من الصفقات في ما دون الصفر قبل أن يصل السعر إلى حد جني الربح.
لننظر في هذا المثال: من بين عشر صفقات أغلقت تسع منها وهي تحت الصفر كل واحدة بدولار واحد، وواحدة أغلقت بالإيجاب بـ10 دولارات. يبدو أن هنا رجحان إيجابي قدره دولار واحد. ولكن في ظروف عدد كبير من الصفقات يجوز في لحظة من اللحظات أن تميل كفة الرجحان لصالح الصفقات الخاسرة أما نحن فنحتاج باستمرار إلى ميل كفة الرجحان لصالح المربحة منها.
المثال على ذلك: من بين 30 صفقة أغلقت 28 منها في ما دون الصفر بدولار واحد، واثنتين منها فوق الصفر بعشرة دولارات، وفي النتيجة نحصل على -8 دولارات، فمالت كفة الرجحان نحو الصفقات الخاسرة وهذا دون حساب العمولة.
الاستنتاج: من أجل إيجاد الاعتدال لا بد من الاعتماد على الاستراتيجية التي أنت تستخدمها. إذا كانت الصفقات نادرة فمن الأفضل السعي نحو المعامل 0,1، وإذا كانت الاستراتيجية "سكالبينج" والصفقات كثيرة فمن الأفضل الحفاظ على المعامل ضمن 1.
لننظر بشكل منفصل إلى معادلة حساب المخاطرة، وها هي أبسطها:
المخاطرة في صفقة واحدة = ثمن الشراء – وقف الخسارة.
معادلة حساب المخاطرة لكل الرأسمال التجاري المعبر عنه بالنسبة المئوية:
الخسائر المحتملة في الصفقة/ الرأسمال * 100%
مثال: نقسم الخسارة 2 على الوديعة 200 دولار، ونضرب بالمائة فنحصل على 1%.
كما وستساعدك نفس المعادلة على الالتزام بالقاعدة الأساسية لإدارة المخاطرة التي تسمح على المخاطرة في صفقة واحدة بنسبة لا أكثر من 1-2% من الرأسمال التجاري.
"لا تخاطر بكل المال" هذه أهم وصية التاجر! لهذا السبب بالذات ينحصر التحكم بالرأسمال في سوق العملات المشفرة بالدرجة الأولى في التحديد الصحيح لحجم الموقف.
ولكن خذ بعين الاعتبار أنه كلما كنت تتاجر بنشاط أكثر كلما قلّت إمكانياتك للمخاطرة في صفقة واحدة! المضاربون على المدى القصير لا يقدرون على المخاطرة حتى بـ1% من الرأسمال!
عند الالتزام بقواعد إدارة المخاطرة والحساب الصحيح لمخاطرة/ ربح الصفقة يجوز التوصل إلى نتائج تجارية إيجابية. وتساعدك الخطة التجارية التي لا بد من الضم إليها الحساب الدقيق لكل صفقة على مراعاة هذه القواعد: حجم الموقف والمخاطرة المحتملة وتقليل هذه المخاطرة إلى الحد الأدنى ونقطة عدم الخسارة والربح الممكن ونسبة هذا الربح للمخاطرة. عند ذلك لا بد من السعي إلى أن يكون الربح المحصول عليه من الصفقات الفائزة أعلى من الخسارة التي وقعت إثر الصفقات السلبية.