العقود الآجلة لنفط برنت بتوريد في الشهر المقبل هبطت في الـ14 من أكتوبر إلى 85.04$ للبرميل، هبوط الأسعار مقارنة مع الحد الأقصى لها في يونيو بـ115.06$ بلغ 26%. كم سيستمر الهبوط ومتى ستصل السوق إلى القاع وهل سنشهد نموا؟ تبقى هذه الأسئلة دون إجابة. تشهد سوق النفط رابع انخفاض خلال السنوات الخمس الأخيرة حسب بيانات Bespoke Investment Group. ومنذ عام 2000 انخفضت أسعار النفط 14 مرة لكنها كانت تتعافى. نقدم لكم خمس حالات لهبوط النفط في القرن الواحد والعشرين.
1. فقاعة الدوت كوم، هجمات 11 سبتمبر، عام 2001
- الحد الأقصى للسعر: 19 يناير عام 2001، 32.2$
- الحد الأدنى للسعر: 15 نوفمبر 2001، 17.5$
- الاستمرارية ومدة الهبوط: 10 أشهر، -45.8%
تسببت فقاعة الدوتكوم التي حدثت في ربيع عام 2000 بهبوط سعر النفط. زاد سعر أوراق شركات الإنترنت الناشئة في النصف الثاني من التسعينات. الثقة في أن نموذج الأعمال هذا سيؤدي إلى نمو المؤشرات جذب مستثمرين جدد إلى البورصة. في الـ10 من مارس عام 2000 المؤشر التقني Nasdaq بلغ الحد التاريخي الأقصى وهبط في ذات اليوم. بدأ هبوط السعر في الـ7 من مارس واستمر حتى ديسمبر.
في يناير عام 2001 بقيت أسعار النفط في انخفاض بسبب الكساد في الولايات المتحدة فقررت أوبك، لخفض الطلب، تقليل الإنتاج بـ1.5 مليون برميل ومن ثم خفضه مرة أخرى بمليون أخرى.
واجهت أسواق النفط العالمية صدمة 11 سبتمبر عام 2001 إذ شهدت الولايات المتحدة أكبر هجوم إرهابي في التاريخ. أُغلقت بورصة NYMEX التي كانت تتاجر بالعقود الآجلة WTI لإسبوع. بعد إسبوعين بلغت الأسعار القاع، ثم عادت إلى مستوياتها في بداية عام 2002.
2. حرب لبنان، عام 2006
- الحد الأقصى للسعر: 14 يوليو عام 2006، 77$
- الحد الأدنى للسعر: 18 يناير 2007، 50.5$
- الاستمرارية ومدة الهبوط: 6 أشهر، -34.5%
هبوط أسعار النفط في النصف الثاني من عام 2006 حدث لأسباب جيوسياسية واقتصادية. السبب الرئيسي للهبوط هي حرب لبنان. بعد هجوم مقاتلي حزب الله على الدورية الحدودية في 12 يوليو بدأت تل أبيب عملية عسكرية واسعة. بلغ سعر برميل نفط WTI يوم الجمعة 14 يوليو الحد الأقصى للسنوات الأخيرة لكنه بدأ بالانخفاض يوم الاثنين. لم تمتلك لبنان أو إسرائيل احتياطيات كبيرة من النفط لكن احتمال حدوث صراع في الشرق الأوسط أخاف المستثمرين.
كما أن الاختبارات الجديدة للصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية تمت أيضا في يوليو بالإضافة إلى قرار الأمم المتحدة الأول حول البرنامج النووي الإيراني ما زاد من التوتر. حدث كل هذا مع زيادة المعروض النفطي في السوق الذي حدث بدوره بسبب الصيف وقلة العواصف في خليج المكسيك وعوامل عديدة أخرى. قررت أوبك في خريف عام 2006 بتقليل الإنتاج ما ساعد على ضبط الأسعار وعادت إلى مستواها من يناير.
3. الأزمة الاقتصادية، صيف عام 2008
- الحد الأقصى للسعر: 3 يوليو عام 2008، 145.3$
- الحد الأدنى للسعر: 16 سبتمبر 2008، 91.2$
- الاستمرارية ومدة الهبوط: شهران ، -37.2%
بعد تراجع الأسعار خلال صيف وشتاء عام 2006 بدأت الأسعار تنمو. زادت الأسعار في ربيع عام 2008 بسبب مخاطر الحرب الإيرانية الإسرائيلية وهجوم الثوار في نيجيريا على خط نفط Royal Dutch Shell. أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستزيد حجم الإنتاج منذ يوليو لكن رئيس وزراء النفط الإيراني غولام نوزاري صرح أن هذا لن يؤثر بشكل كبير على الأسعار.
خلال النصف الأول من عام 2008 زاد سعر النفط بأكثر من 50%. بعد أن بلغ نفط برنت و WTI في 3 يوليو الحد الأقصى بقيت الأسعار لإسبوعين تقريبا على مستوى 140$-145$. ما الذي يشرح نمو الأسعار خلال الأزمة العالمية؟ لا يوجد جواب محدد، لكن العوامل الأساسية (توازن العرض والطلب) أشارت، على العكس، إلى هبوط الأسعار. هناك احتمال آخر أيضا، تم نفخ الفقاعة النفطية في السوق من قبل المستفيدين. منذ منتصف الألفية الثانية زاد حجم المتاجرة بالعقود الآجلة للنفط بشكل كبير، وزاد حجم التجارة اليومية عام 2008 بـ15 مرة تقريبا عن حجم الإنتاج اليومي للنفط في العالم.
بدأ الانخفاض في 13 يوليو ودعمه بعد يومين رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الذي أعلن إلغاء الحظر على إنتاج النفط من المنحدرات القارية. بدأ بيع الأصول في بورصات الخامات التي تطورت إلى هبوط الأسعار على خلفية الحرب في جورجيا والأزمة العالمية. في بداية سبتمبر انخفض سعر برميل النفط إلى أقل من 100$ للبرميل لأول مرة منذ 6 أشهر.
4. إفلاس Lehman Brothers، خريف عام 2008
- الحد الأقصى للسعر: 22 سبتمبر عام 2008، 120.9$
- الحد الأدنى للسعر: 19 ديسمبر 2008، 33.9$
- الاستمرارية ومدة الهبوط: 3 أشهر، -71.9%
هبوط أسعار النفط عام 2008 توقف في سبتمبر عندما أعادت الأسعار نصف هبوطها الصيفي. تم وقف الهبوط يوم الأربعاء 17 سبتمبر، وأعلنت حكومة الولايات المتحدة يوم الجمعة عن "خطة بولسون" لإنقاذ النظام المالي لوول ستريت. ضمت الخطة شراء 700 مليار دولار من الأصول الضعيفة من قبل النظام الاحتياطي الفدرالي. الانتعاش بين اللاعبين زاد الأسعار، يوم الاثنين 22 سبتمبر ارتفعت الأسعار إلى ما فوق 25$ وهذا يبقى رقما قياسيا حتى الآن.
لكن انخفاض الطلب على الوقود في أوروبا وازدياد سعر الدولار وبدء عملية إفلاس Lehman Brothers التي جرت وراءها فوضى كبيرة، ضغطت بشكل كبير على سعر النفط. منذ الإسبوع القادم (28 سبتمبر) بدأت الأسعار تهبط. بقي الهبوط الذي لم يتحكم به أحد حتى نهاية العام وبعد هذا استقرت الأسعار لمدة شهر على مستوى 30$-35$ للبرميل. زاد سعر النفط في يناير على خلفية الحرب في غزة وكان هذا بداية التعافي بعد فترة أزمة طويلة.
5. الموجة الجديدة من الأزمة، عام 2011
- الحد الأقصى للسعر:29 أبريل عام 2011، 113.93$
- الحد الأدنى للسعر: 4 أكتوبر 2011، 75.67$
- الاستمرارية ومدة الهبوط: 5 أشهر، -33.58%
أثرت عوامل عديدة على هبوط أسعار النفط عام 2011. العامل الرئيسي هو الكساد العالمي التي أدت إلى انخفاض الطلب على الخامات. يؤدي انخفاض الطلب إلى تقلص إنتاج المواد والخدمات ما يؤدي بدوره إلى تقليص استهلاك النفط.
الوضع الاقتصادي السيء في أوروبا وتوقع إفلاس اليونان وإمكانية حدوث الكساد في الولايات المتحدة زاد من التوقعات السيئة. كما تم دعم هذا الاتجاه من قبل التوقعات السلبية للناتج الإجمالي المحلي. اعترف العديد من الاقتصاديين أن النمو الاقتصادي بعد الانخفاض الأخير كان مبالغا فيه.
عدا ذلك عادت توريدات النفط الليبي بحجم 1.5 مليون برميل يوميا، بعد توقفها لعدة أشهر بسبب الحرب الأهلية. في ربيع عام 2011 وبسبب التوتر العالمي أجلت الشركات النفطية موظفيها من ليبيا، وكنتيجة تم إيقاف إنتاج النفط.
زاد من الضغط على الأسعار العالمية الوضع في السوق المالية العالمية، نما الدولار مقابل عملات الاحتياط الأخرى,
6. ثورة النفط الصخري وأوبك، عام 2014
- الحد الأقصى للسعر:1 يوليو عام 2014، 112.36$
- الحد الأدنى للسعر: 8 ديسمبر 2015، 40.72$
- الاستمرارية ومدة الهبوط: 18 شهرا، -45%
السبب الرئيسي لهبوط النفط هو زيادة المعروض العالمي عن الطلب. بما في ذلك الزيادة الكبيرة في استخراج النفط في الولايات المتحدة. بفضل النفط الصخري زادت الولايات المتحدة المعروض العالمي.
العامل الثاني هو تباطؤ النمو الاقتصادي في آسيا وأوروبا ما أدى إلى تقليل استهلاك الذهب الأسود. انخفض الطلب على النفط في الصين بسبب المشاكل الاقتصادية، كما أن خفضت المملكة العربية السعودية في بداية عام 2014 سعر النفط للولايات المتحدة ما شكل ضغطا إضافيا على السوق.
كما أثر بشكل كبير على العقود الآجلة للنفط القرار الذي تم اتخاذه في خريف سنة 2014 من قبل أوبك التي تنتج ثلث النفط العالمي، دون أن تتخذ خطوات لحل مشكلة العرض. من خلال المنافسة بهذا الشكل تجعل أوبك استخراج النفط بالنسبة للأطراف الأخرى أمرا غير مربح، إلا أن هذا من عداد المشاكل الداخلية.
ملاحظة: تم الاعتماد على أسعار نفط WTI لأن هذا النوع اعتبر نوعا عالميا حتى عام 2011 (في حين يلعب نوع برنت هذا الدور الآن).